"العراق بعد الانتخابات… هل يتغيّر شيء؟ رؤية صريحة مع النائبة السابقة بريزاد شعبان
أربيل (كوردستان24)- أيها المشاهدون الكرام، طاب وقتكم وجميع أوقاتكم بالسعادة والنجاح. نحييكم من استوديو كردستان24 المفتوح في جامعة دهوك، ضمن فعاليات منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS.
في هذا المنتدى الذي يجمع السياسيين والأكاديميين وصناع القرار، نحاول أن نقترب أكثر من حقيقة ما يجري في العراق وإقليم كردستان بعد الانتخابات، وما الذي يمكن لهذا اللقاء أن يقدّمه للعراق والمنطقة والعالم.
ضيفتنا اليوم شخصية سياسية معروفة، وعضو في الدورة الثانية من البرلمان العراقي، السيدة بريزاد شعبان. أهلًا ومرحبًا بكِ.
كوردستان24: السيدة بريزاد، أهلاً وسهلاً بكِ، وشكراً جزيلاً على هذا اللقاء مع كوردستان24. نريد أن نفهم أهمية هذا اللقاء، MEPS، في وقت لا يزال فيه العراق غير مستقر من جميع النواحي، والشرق الأوسط مشتعل، بينما إقليم كوردستان وحده هو المكان المستقر. ما هي رسالة هذا المنتدى للعراق، وللمنطقة، وللعالم أيضًا؟
بريزاد شعبان : أولاً، أشكر هذه الفرصة، وخاصة حضورك الكريم الذي نراه كثيراً في البرلمان.
في الحقيقة، منتدى كهذا، ولاسيما في كوردستان المستقرة، يبعث برسالة مهمة جداً إلى العالم، وبشكل خاص إلى بغداد، ليدركوا مدى الاستقرار الموجود هنا، ومدى رحابة هذا الإقليم لاستقبال الأفكار والآراء.
ولكن هذه الأفكار يجب ألا تكون شمولية، بل يجب أن تكون هناك مساحة للحوار والنقاش، كي نصل إلى نقاط أساسية للحلول، ولحل العديد من المشاكل إذا تحدثنا عن العراق ووضعه الداخلي، وطبعاً رسالته أيضاً موجهة للعالم.
نرى أن الشرق الأوسط كله يغلي. إذا نظرنا إلى لبنان، وإلى الحرب المستمرة بين فلسطين وإسرائيل، والصراع الإيراني الأخير، نجد أن ما يحدث ليس سلاماً دائماً، بل هو مجرد هدنة مؤقتة.
نحن نتابع التطورات، لكن نأمل أن يكون هناك حوار قبل اندلاع أي حرب، وأن تجتمع هذه الشخصيات أمام العالم لإيجاد حلول جذرية، كي لا يصبح الناس ضحايا لتلك الحروب وضحايا لسياسات تلك الأنظمة.
كوردستان24: جرت الانتخابات في العراق وفي كوردستان أيضاً، والرئيس بارزاني أكد خلال الأيام الماضية أن تطبيق الدستور كما هو يمكن أن يحل جميع المشاكل بين بغداد وأربيل.
السؤال: هل ترين أي تغيير في العقلية السياسية العراقية؟ وهل ستلتزم الحكومة القادمة بالدستور؟
أم أننا سنشهد تغييراً في الوجوه فقط بينما تبقى المشكلة نفسها؟
بريزاد شعبان: بصراحة… أنا لا أثق بالعراق. لا أثق بالعقلية الحاكمة في العراق.
العراق، سواء في زمن صدام، أو عبد الكريم قاسم، أو الملكية، كان دائماً يعامل الكورد كمواطنين من الدرجة الثانية. بعد 2003، وبعد سقوط النظام وكتابة الدستور، وكما قال فخامة الرئيس، كانت مواد الدستور مهمة لكوردستان. لم تكن بمستوى طموحاتنا، لكنها كانت أفضل ما يمكن.
لكن بعد عام 2005، وبعد تأسيس المؤسسات وتشكيل الحكومات والبرلمان، وجدنا أن العقلية ما زالت هي نفسها… عقلية شوفينية، عقلية ترى المواطن الكوردي حتى الآن كمواطن من الدرجة الثانية. وعندما نتحدث عن السلام والاستقرار، فالسؤال: أين الإجراءات التي تمنع الصراعات؟ لا الداخلية ولا الخارجية دُرست بشكل صحيح. نرى لجان إدارة الأزمات والصراعات، وخاصة بين بغداد وإقليم كردستان، لكن المشكلة أن بغداد حتى الآن لا تعترف بأننا حكومة اتحادية… ما زالوا يتصرفون كحكومة مركزية.
هناك تناقضات أخلاقية وسياسية كبيرة. إذا تحدثنا عن رواتب موظفي كوردستان، عن قانون النفط والغاز الذي يُعطّل منذ سنوات… إذا كان الدستور هو الضامن لحقوق المواطن، فلماذا لا تُطبق هذه الحقوق؟
إلى متى نتعامل مع هذه العقلية؟ إلى متى؟ كان الحديث عن الفيدرالية جميلاً، وربما خطوة إلى الوراء هي تفعيل ورقة الاستفتاء. نحو إقامة دولة… ودولة كوردستان في جميع أجزائها الأربعة تحظى بدعم دولي واضح. القوى العالمية عندما تدرس الشرق الأوسط، ترى أن كل الاستقرار يتركز باتجاه كوردستان.
كوردستان24: السيدة بريزاد، إلى أي مدى تعتبرين أن وحدة الأحزاب الكوردستانية مهمة جداً كي يتمسك الكورد بالدستور ويكون لهم صوت واحد في بغداد؟
بريزاد شعبان: عندما أتحدث، أتحدث كإنسانة وككادر حزبي، لكن ليس بصفتي حزباً بحد ذاته.
الضمير هو الأساس. عندما أكون في بغداد، يكون هدفي الوطن والعلم وكوردستان. عندما أنظر إلى المشهد، أرى أن الحزب الديمقراطي الكردستاني، ومرجعيته فخامة الرئيس مسعود بارزاني، هو صاحب الدور الأكبر. أكثر من مليون صوت من الشعب… ومنذ 2003 حتى اليوم، كان للحزب تأثير في تشكيل كل الحكومات وكتابة الدستور. لكن العراق يعاني من مشكلة كبيرة…لا توجد أخلاق سياسية. الاحترام للتوقيع غير موجود. الاتفاقات تُوقّع ثم تُنقض. ومع ذلك، هناك انفتاح…هناك فرصة لصنع توازن عبر الدبلوماسية. أما الآن، إذا نظرنا إلى الحكومة التي ستُشكّل في العراق، فالجميع "يطوفون" حول الرئيس مسعود بارزاني. ليس الكورد فقط… الجميع. ومع هذا، يجب أن تكون هناك مساحة لجميع الأحزاب والقيادات في كوردستان. لكن الأحزاب التي تعارضنا لديها مشاكل كبيرة… منها الفقر ومنها المشاكل السياسية. وعندما نذهب إلى بغداد، يجب أن نترك الانتماءات جانباً. نحن كورد أولاً. الروح الكوردية هي الأساس، والهدف واحد. وعندما نمتلك هدفاً واحداً، سنصل إليه.
كوردستان24: شكراً جزيلاً لكِ السيدة بريزاد شعبان، عضو برلمان الدورة الثانية في البرلمان العراقي، وشكراً لكِ على هذا الحوار الصريح والمهم.
وشكراً لكم مشاهدينا على المتابعة من قلب منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط.
نلتقيكم في تغطيات أخرى على شاشة كوردستان24.