فيكتوريا تايلور لكوردستان24: واشنطن تدخل مرحلة جديدة مع العراق… والتركيز يتحوّل من الأمن إلى الاقتصاد
أربيل (كوردستان24)- مساء الخير مشاهدينا الكرام. نرحّب بكم من الاستوديو المفتوح لقناة كوردستان24 في منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS25. في هذا اللقاء الخاص، نستضيف واحدة من أبرز الخبراء الأمريكيين في شؤون العراق وإيران، الدكتورة فيكتوريا تايلور، وهي المساعدة السابقة لوزير الخارجية الأمريكي لشؤون العراق وإيران.
سنناقش معها مستقبل العلاقات العراقية–الأمريكية، وتعيين مبعوث خاص من قبل الرئيس ترامب، وتأثير الانتخابات العراقية، ودور الميليشيات، والعلاقة بين أربيل وبغداد، وموقع إقليم كوردستان في السياسة الأمريكية.
أهلاً بكم دكتورة، وشكراً على حضوركم.
كوردستان24: دكتورة فيكتوريا، بدايةً نشكركم على حضوركم معنا في كوردستان24. دعينا نبدأ من نقطة مهمة: تم تعيين مبعوث خاص من قبل الرئيس ترامب لإدارة ملف العراق. ما الذي يعنيه هذا التعيين لمستقبل العلاقات بين بغداد وواشنطن؟
فيكتوريا تايلور: تعيين مبعوث خاص للعراق هو رسالة واضحة بأن إدارة ترامب تريد الانتقال إلى مستوى جديد من التعامل المباشر. لقد رأينا أن الإدارة تستخدم هذا الأسلوب مع دول عديدة، من خلال تعيين مبعوثين خاصين ينسّقون العلاقات مباشرة مع البيت الأبيض.
وأعتقد أن هذا التطور إيجابي لكلٍّ من واشنطن وبغداد، لأنه يمهّد لمرحلة جديدة تشمل التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي والأمني.
كوردستان24: هناك من يقول إن العلاقة باتت تجارية فقط. هل تنظر أمريكا إلى العراق كفرصة اقتصادية أم شريك سياسي أيضاً؟
فيكتوريا تايلور: العراق مهم جداً للمصالح الأمريكية، سياسياً وأمنياً واقتصادياً. صحيح أن الحرب على داعش انتهت تقريباً، وأن تركيز واشنطن يتحوّل إلى الاقتصاد والتجارة، لكن هذا لا يعني أن المصالح السياسية والجيوسياسية لم تعد مهمة.
الرئيس ترامب رجل أعمال، والإدارة تولي أهمية خاصة للاقتصاد والاستثمار، خصوصاً في قطاع الطاقة. لكن هذا يعزّز العلاقة ولا يقلّل من قيمتها السياسية.
كوردستان24: هل ترين أن الانتخابات العراقية الأخيرة ستقود إلى نتائج تخدم التوجه الأمريكي في العراق؟
فيكتوريا تايلور: كنتُ في بغداد، والتقيت بدرجة واسعة من القادة السياسيين ومنظمات المجتمع المدني. أعتقد أن الولايات المتحدة لن تتدخل في عملية تشكيل الحكومة. النتائج واضحة، وما سيجري لاحقاً هو قرار بيد القوى السياسية العراقية. واشنطن لن تكون طرفاً مباشراً في هذا المسار.
كوردستان24: لكن دكتورة، لا يمكن تجاهل النفوذ الإيراني في العراق، وكذلك الميليشيات التابعة لها. كيف تتعامل واشنطن مع هذا الوضع؟
فيكتوريا تايلور: هذا صحيح. قضية الميليشيات من أخطر ملفات العلاقات العراقية–الأمريكية، خصوصاً تلك الجماعات المصنّفة إرهابية والتي استهدفت أمريكيين. إدارة ترامب ستواصل الضغط على الحكومة العراقية لمعالجة هذا الملف بجدية، سواء عبر دمج هذه القوى في النظام السياسي، أو إقناعها بنزع السلاح، أو محاسبتها. هذا أمر مهم للعراق قبل أن يكون مهماً لأمريكا.
كوردستان24: بعض الفصائل المسلحة فازت بنحو 50 مقعداً في البرلمان الجديد. هل يشكّل ذلك خطراً على مستقبل الحكومة؟
فيكتوريا تايلور: نعم، تفاجأت بحجم مشاركتهم وعدد المقاعد التي حصلوا عليها. هذا تحدٍ كبير للحكومة المقبلة. كما قلت، الإدارة الأمريكية ستدفع باتجاه وضع هذه الجماعات أمام خيار واضح: إما أن تندمج في العملية السياسية ضمن معايير الدولة، أو يتم التعامل معها كقوى مسلحة خارجة عن القانون.
كوردستان24: هل ستضغط أمريكا لتقليص نفوذ الميليشيات؟ وهل من الممكن أن تتدخل في اختيار المناصب الرئيسية داخل الحكومة العراقية القادمة؟
فيكتوريا تايلور: أمريكا لها مصلحة في استقرار العراق، ولكن اختيار المناصب الحكومية شأن عراقي داخلي. واشنطن قد تشجع وتضغط تجاه حل ملف الميليشيات، ولكنها لن تدير العملية السياسية نيابة عن العراق. المسؤولية تقع على عاتق الحكومة العراقية.
كوردستان24: كوردستان صديق قريب للولايات المتحدة، وهناك مشاكل مستمرة بين أربيل وبغداد. ما الدور الذي يمكن أن تلعبه واشنطن هنا؟
فيكتوريا تايلور: أمريكا ترغب بالقيام بدور وسيط ومسهّل بين أربيل وبغداد. لكن أغلب الملفات يجب حلّها عبر حوار مباشر بين الطرفين. واشنطن جاهزة لتكون شريكاً وصديقاً وتساعد في تهيئة الأجواء.
لكن القرار النهائي يعود للقيادات في أربيل وبغداد.
كوردستان24: شكراً جزيلاً لكم دكتورة فيكتوريا تايلور على هذا الحوار القيّم، وشكراً لكم مشاهدينا الكرام. نلقاكم في لقاء جديد، وإلى ذلك الحين نتمنى لكم أوقاتاً سعيدة وآمنة.
فيكتوريا تايلور: شكراً لكم، يسعدني دائماً المشاركة معكم.