دمشق تواجه موجة ارتفاع غير مسبوقة في أسعار الكهرباء.. صدمة شعبية وتساؤلات حول جدوى القرار

أربيل (كوردستان 24)- تشهد العاصمة السورية دمشق موجة جديدة من ارتفاع أسعار الكهرباء، بعدما رفعت الحكومة التعرفة بنحو ستين ضعفاً مقارنة بالمعدلات السابقة.

هذا القرار أحدث موجة غضب واسعة في الأوساط الشعبية والاقتصادية، في ظل ظروف معيشية تُعدّ من الأصعب منذ سنوات.

ويعتبر المواطنون أن الزيادة المفاجئة جاءت في توقيت غير مناسب، مع تفاقم أعباء الحياة وغلاء الأسعار وتراجع القدرة الشرائية للأُسر السورية.

عبء إضافي على المواطنين… والرواتب لا تكفي

يرى سكان محليون أن قرار رفع أسعار الكهرباء لا يراعي ظروفهم، خاصة أن الرواتب الحالية — والتي يبلغ متوسطها نحو مليون ليرة سورية — لا تكفي لسداد الفاتورة الجديدة.

ويقول أحد المواطنين وهو محمد يوسف لكوردستان24: "اليوم أصبحت فاتورة كهرباء المنزل بين 600 إلى 700 ألف ليرة. كيف يستطيع مواطن راتبه مليون ليرة أن يغطي هذه التكلفة؟ من أين سيأتي بالمال؟ كان الأجدر التفكير بالناس قبل اتخاذ هذا القرار".

بدوره يضيف علي الاحمد: "ارتفاع الكهرباء قاد إلى موجة غلاء معيشية جديدة. الأسعار ارتفعت، والمواطن هو المتضرر الأول".

وزارة الكهرباء: "خطوة لإعادة هيكلة القطاع وتقليل الخسائر"

بالمقابل، تؤكد وزارة الكهرباء أن القرار يأتي ضمن خطة حكومية لإعادة هيكلة قطاع الطاقة وتحسين كفاءته التشغيلية والمالية.

وقال خالد ابو دي مدير كهرباء دمشق في الوزارة إن التعرفة القديمة غير واقعية: "التعرفة السابقة كانت شبه معدومة، أقرب إلى أن تكون صفراً. نحن اليوم أمام تعرفة جديدة، والحكومة ما زالت تدعم الشريحة الأولى بنسبة 60%".

وأوضح أن الهدف الأساسي من تعديل الأسعار هو:

تأمين إيرادات لشراء كميات جديدة من الغاز والفيول

تحسين التوليد الكهربائي

رفع عدد ساعات التغذية

ضمان استمرارية الخدمة وتقليل الأعطال

وأشار إلى أن التعرفة الجديدة "تعكس جزئياً" تكلفة الإنتاج، لكنها لا تغطي بالكامل نفقات إعادة تأهيل القطاع.

تدهور كبير في البنية التحتية… والتقنين يصل إلى 12 ساعة يومياً

يعاني قطاع الكهرباء في سوريا من تراجع كبير في بنيته التحتية نتيجة الحرب المستمرة منذ 2011، ما أدى إلى: أعطال متكررة ونقص في الوقود مع تقنين يصل في بعض المناطق إلى أكثر من 12 ساعة يومياً

هذا الوضع يفاقم معاناة السكان ويؤثر سلباً على مختلف جوانب حياتهم، من التدفئة إلى تشغيل الأجهزة الكهربائية الأساسية.

مطالبات بالتراجع… وقلق شعبي من استمرار الارتفاع

يطالب المواطنون الحكومة بإعادة النظر في القرار، معتبرين أن الزيادة "غير منطقية" ولا تتناسب مع مستوى الرواتب والأوضاع الاقتصادية.

ويبقى السؤال: هل تستجيب الحكومة لمطالب الأهالي، أم تبقى أسعار الكهرباء الجديدة على حالها؟

الأيام المقبلة قد تكون حاسمة في تحديد مدى قدرة الشارع السوري على تحمل هذه الزيادة.

 

أنور عبد اللطيف – كوردستان24 – دمشق

 
Fly Erbil Advertisment