بعد مرور 10 سنوات.. لا يزال نازحو سنجار يعيشون في المخيمات
أربيل (كوردستان24)- أطفال زاحي شنگال الذين وُلدوا في المخيمات، بلغوا الآن سن العاشرة ولم يروا أرض آباءهم وأجدادهم بعد.
على الرغم من صعوبة حياة النزوح في اثني عشر مخيماً بمحافظة دهوك، لديهم مطلب واحد: العودة إلى شنگال. لكن هذا الطلب يواجه مدينة مدمرة وإهمالاً مستمراً من قبل الحكومة العراقية.
النازحون منهكون ويصفون حياتهم في المخيمات بأنها "الأكثر بؤساً"، تحسين بردون، أحد اللاجئين، يقول بصوت مليء بالحسرة: "نحن نريد العودة إلى مكاننا وبيتنا، لكن لم يعد لدينا منزل ولا أرض".
ويشير إلى أن منازلهم دمرت بالكامل ولم تقدم الحكومة العراقية أي مساعدة لإعادة بنائها: "يجب أن تمنحنا الحكومة أرضنا، كيف يمكن للناس أن يعودوا إلى بيوتهم المدمرة؟".
هذا الوضع ليس مجرد شكوى من النازحين فقط، بل أصبح مصدر قلق دولي أيضاً. ممثل الأمم المتحدة في العراق، محمد الحسان، تساءل بقلق في تصريح له: "هل من المقبول بعد أكثر من 10 سنوات، أن يبقى الناس يعيشون في مخيمات النزوح؟"
وفي الوقت نفسه، يطالب الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق ببذل جهود جدية لإعادة لاجئي سنجار، ويؤكد أنه "يجب على الحكومة العراقية أن تفي بمسؤوليتها الإنسانية".
الناشط سفيان بير، وصف تصريحات ممثل الأمم المتحدة بأنها "جادة"، ووجّه انتقادات شديدة للحكومة العراقية. وقال: "الحكومة العراقية تجاهلت اللاجئين، لم تهتم بأوضاعهم ولم تقدم لهم المساعدة." ويرى أن استمرار بقاء النازحين في هذا الوضع "يفيد بعض الجهات الحكومية والمنظمات الدولية التي تستفيد مالياً على حسابنا".
وفقًا للإحصاءات الرسمية، لا يزال أكثر من 60% من سنجار مدمراً، وأكثر من 10 آلاف منزل قد دُمّر بالكامل. وعلى الرغم من أنه حتى الآن قد عاد 49 ألف عائلة، إلا أن عدداً كبيراً ما زالوا في عداد النازحين، والخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء والصحة ما زالت محدودة للغاية. وقد أدى ذلك إلى جعل العودة صعبة على الكثير من العائلات.
يوماً بعد يوم، تصبح حياة نازحي سنجار في المخيمات "أكثر قسوة وصعوبة". ففي الوقت الذي يتطلعون فيه إلى عودة كريمة إلى مناطقهم، إلا أن الوضع الأمني غير المستقر، والدمار الواسع، واستمرار الإهمال، كلها عوامل جعلت من هذه العودة أمراً بعيد المنال.
