أياد علاوي يتحدث بصراحة: مخاوف بارزاني مشروعة… والعراق لا يقوم إلا بالدستور

أربيل (كوردستان24)- أوقاتكم سعيدة أعزائي المشاهدين… أنا ژينو محمد، أحييكم من برنامج حديث اليوم. ملفّ تشكيل الحكومة العراقية الجديدة يفتح الكثير من الأسئلة: ما مستقبل العملية السياسية؟ هل يُطبّق الدستور فعلاً؟ وما دور الرئيس مسعود بارزاني والقوى الكوردية؟ ضيفنا اليوم شخصية محورية في التاريخ السياسي العراقي… رئيس الوزراء الأسبق، ورئيس ائتلاف الوطنية، الدكتور إياد علاوي. أهلاً بك دكتور، وشكراً لانضمامك إلينا.

 

ژينو محمد: دكتور، بدأتم يومكم باجتماع مع الرئيس مسعود بارزاني. عمّ دار الحديث بينكما؟

د. إياد علاوي: مرّ وقت طويل لم أرَ فيه أخي كاك مسعود. أنا قريب من الكورد وصديق لهم. دعمنا الكورد سابقاً لأنهم وقفوا معنا، وهم أصحاب فضل كبير على العراقيين. تحدثنا عن مسألة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وكيفية معالجة الملفات العالقة، خصوصاً المتعلقة بالدستور.

 

ژينومحمد : نشهد في هذه الفترة كثافة في الزيارات إلى أربيل… حضرتك والسيد المالكي وغيركما. ماذا تعني هذه الحركة السياسية؟

د. علاوي: زيارتي ليست مرتبطة بزيارة السيد المالكي. منذ مدة وأنا أرغب بزيارة الأخ مسعود. كان لديه مخاوف واضحة حول تطبيق الدستور، خصوصاً قانون الانتخابات. نحن ندعم هذه المخاوف لأنها مطالب عادلة ونشاركهم الرأي فيما يتعلق بقانون الانتخابات والتوقيتات. المشكلة الحقيقية تبدأ من المادة 140، ومن ملف النفط والغاز وكيفية إدارة مواردهما.

 

ژينومحمد : الدستور هو أساس مطالب الحزب الديمقراطي الكوردستاني. ما أهمية تطبيقه للعراق ولإقليم كوردستان؟

د. علاوي: هناك تقاعس تجاه حقوق الكورد، باستثناء فترة رئاستي للحكومة حين صرفت لهم مستحقاتهم كاملة (17%).الرئيس بارزاني قلق من المادة 140 وملف النفط والغاز… وهذه قضايا يجب حلها. حاولت حلها قبل 5 سنوات ولم أنجح.

 

ژينو محمد:  هل مخاوف الرئيس بارزاني من عدم تطبيق الدستور مخاوف حقيقية؟

د. علاوي: نعم، مخاوفه في محلها. العراق يجب أن يكون دائرة انتخابية واحدة، كما جعلتها عندما كنت رئيساً للوزراء. الانتخابات الحالية بنيت على أسس خاطئة وحدث فيها تلاعب. الدائرة الواحدة توحد العراقيين، لا تفرقهم.

 

ژينو محمد: إذن أنتم متفقون مع " الحزب الديمقراطي الكوردستاني" بضرورة تعديل قانون الانتخابات؟

د. علاوي: بكل وضوح… نعم. القانون الحالي يحتاج تعديلاً عاجلاً. في زمننا كانت القائمة المغلقة والدائرة الواحدة أفضل للعراقيين.

 

ژينو محمد: هل ستغير الانتخابات مستقبل التحالفات السياسية في العراق؟

د. علاوي: نعم، وهذا يحدث دائماً. لكن الأهم أن لا تتحول الانتخابات إلى منافسة مالية. ما جرى مؤخراً كان منافسة بالمال وليس بالبرامج، وهذا خطأ كبير.

 

ژينو محمد: كيف يجب أن يكون منهاج الحكومة العراقية الجديدة؟

د. علاوي: ليس من الصحيح أن تحكم الأغلبية وتلغي الآخرين.

الأولويات يجب أن تُوزّع على كل العراقيين، سواء فازوا أو لم يفوزوا.

 

ژينو محمد: هل يجب الإصرار على تشريعات مثل قانون النفط والغاز وتطبيق المواد الدستورية الخاصة بالإقليم؟

د. علاوي: بلا شك. أنا من المطالبين بتطبيق الدستور كما يطالب الكورد.

المال الذي صُرف في الانتخابات، وطريقة المنافسة، شوهت المشهد السياسي.

 

ژينو محمد : ما الذي يجب فعله لحل الخلافات بين بغداد وأربيل؟

د. علاوي: الحوار أولاً… وتنفيذ مطالب إقليم كردستان ثانياً. لسنا شعبين… نحن شعب واحد.

الأخ مسعود على حق في جميع مطالبه.

 

ژينو: إذن العراق للجميع… بما فيهم الكرد؟

د. علاوي: بالتأكيد. كما دعمونا ضد الدكتاتورية، يجب أن ندعم حقوقهم الآن. تعامل البعض مع الكورد كأعداء أمر غير صحيح إطلاقاً.

 

ژينو محمد: توزيع الرئاسات الثلاث أصبح عرفاً سياسياً… هل يمكن تغييره؟

د. علاوي: ربما… لكن يجب أولاً تحديد صلاحيات رئيس الجمهورية. المنصب يجب أن يكون فاعلاً، لا شكلياً.

 

ژينو محمد: هل يجب أن يحصل الكورد مجدداً على منصب رئيس الجمهورية؟

د. علاوي: في الظروف الحالية… نعم. هذا جزء من استحقاقهم. حل المادة 140 وملف النفط والغاز سينهي الكثير من المشاكل.

 

ژينو محمد: هناك منافسة داخل الإطار التنسيقي على منصب رئيس الوزراء. هل يستطيع السوداني الحصول على ولاية ثانية؟

د. علاوي: نأمل ذلك… لكن الأمر صعب. الصراع سيكون عميقاً وطويلاً.

 

ژينو محمد: هل هناك تدخلات خارجية في هذا الملف؟

د. علاوي: نعم… أطراف خارجية تتدخل. وفوق ذلك لدينا مشاكل في قانون النفط والغاز، والفيدرالية التي لم يفهمها أحد حتى الآن.

 

ژينو محمد:  كيف تقرأ وضع القوى السنية اليوم؟

د. علاوي: هناك اتفاقات شيعية–شيعية، وكوردية–كوردية، وسنية–سنية… وأرى أنها اتفاقات غير ناجحة بسبب تناقضاتها، خاصة مع الكورد.

 

ژينو محمد: من أجل مصلحة العراق… هل يجب أن يكون قريباً من أمريكا؟ أم إيران؟ أم يحافظ على التوازن؟

د. علاوي: ليس إيران… لأنها مستهدفة في الإقليم ولديها مشاكل عديدة. الاتفاق مع أمريكا أفضل، لكن بشرط بناء الثقة مع الشعب العراقي.

 

ژينو محمد: هل العراق قادر على الوقوف دون دعم أمريكا؟

د. علاوي: لا يمكن دون حل مشاكله الداخلية. حاولت توحيد الوضع العراقي سابقاً مع الأخ مسعود والمرحوم مام جلال، لكن القوى الإسلامية رفضت لأنهم أرادوا قائمة طائفية، وأنا رفضت ذلك.

 

ژينو: كيف تنظرون إلى تجربة إقليم كوردستان بعد أكثر من 20 عاماً؟

د. علاوي: التجربة الأمريكية في العراق فشلت لأنها مهدت الطريق لإيران.

أما تجربة إقليم كوردستان فهي ناجحة جداً وحافظت على علاقة متوازنة مع بغداد.

دكتور إياد علاوي، شكراً جزيلاً لك على هذا الحوار الصريح والمهم.

 

وشكراً لكم مشاهدينا على المتابعة… نلتقي في حديث جديد.

 
 
Fly Erbil Advertisment