تعريبٌ جديد يهدد قرية علي غير في كركوك… ثلاث عائلات كوردية تصمد بوجه الاستيلاء على الأراضي

أربيل (كوردستان24)- في مداخلة مباشرة ضمن نشرة العاشرة صباحاً، كشف مراسل كوردستان24 في كركوك هيمن دلو عن تصاعد التوتر في قرية "علي غير" الواقعة غرب المحافظة، حيث تواجه القرية التي يقطنها سكان كورد بنسبة 100% حملة تعريب واستيلاء على الأراضي، وسط وجود عسكري مكثف من الجيش العراقي والحشد الشعبي.

وقال دلو إن القرية كانت تضم نحو 70 عائلة كوردية قبل أحداث 16 تشرين الأول/أكتوبر، إلا أن التهديدات التي تلت سيطرة القوات الاتحادية والحشد على المنطقة، دفعت معظم الأهالي إلى النزوح، ولم يبقَ منها سوى ثلاث عائلات فقط تواصل الدفاع عن منازلها وأراضيها.

عرب مستقدمون يحرثون الأراضي الكوردية… والجرارات تهدم البيوت

وأشار مراسل كوردستان24 إلى أن عرباً مستقدمين قاموا بحرث أراضي السكان الكورد داخل القرية، في محاولة لوضع اليد على المزيد من الممتلكات، موضحاً أن جراراً زراعياً تابعاً للعرب كان يحرث الأرض أثناء وجود الفريق الصحفي، قبل أن يتوقف بعد أن بدأت الكاميرات بتوثيق المشهد.

وأفاد المواطنون بأن بيوتاً كثيرة هُدمت عمداً باستخدام الجرارات، تحت أنظار القوات المنتشرة في المنطقة.

شهادات من الأهالي: “يقولون هذه الأرض لنا… بعقد جرى تجديده دون علم أحد”

أحد كبار السن من أهالي القرية أكد لمراسلنا أن المستقدمين العرب “يدّعون ملكية الأراضي عبر عقود زراعية تُجدَّد سنوياً دون علم الوزارة”، قائلاً: “طلبنا من وزير العدل التدخل… هذه الأراضي يجب أن تعود. لا نعلم كيف جددت دائرة الزراعة عقوداً أُلغيت أصلاً".

وأضاف أن وجود الجيش والحشد الشعبي داخل حدود القرية جعل الأهالي تحت ضغط دائم.

امرأة كوردية تواجه داعش والتعريب: “لن أغادر ولو بقيت قطرة دم واحدة”

إحدى السيدات المسنّات، التي تُعد رمزاً لصمود أهالي القرية، روت لهيمن دلو قصتها، قائلة إنها: بقيت في القرية وحدها خلال هجوم داعش. رفضت مغادرتها خلال حملات التعريب. وخدمت مع البيشمركة ليلاً لحماية المنطقة.

وقالت بصوت متأثر: هذه قريتي ومسقط رأسي… سقيتها بدموعي ودمائي. لن أتركها ولو بقيت قطرة دم واحدة.”

وأشارت إلى أن بعض العرب المستقدمين “من الحويجة” أصبحوا يتحركون بسلطة ونفوذ داخل القرية، ويطالبون بامتلاك الأراضي الكوردية.

وثائق تُظهر إلغاء العقود… ومع ذلك تُجدَّد

وأبرز أحد المواطنين وثائق رسمية تثبت إلغاء عقود العرب المستقدمين، مضيفاً: “العقود أُلغيت، لكنهم يعودون كل عام لتجديدها. يريدون أخذ الأرض بالقوة، رغم أن القرية عمرها عشرات السنين وسكانها معروفون.”

طريق محفوف بالسيطرات… ورسالة الأهالي: “يريدون احتلال القرية”وأوضح مراسل كوردستان24 أن الوصول إلى قرية علي غير تطلب المرور عبر ست سيطرات تابعة للحشد الشعبي والقوات الاتحادية، وسط إجراءات أمنية مشددة تمنع المواطنين من دخول القرية بسهولة.

وختم دلو مداخلته قائلاً:

“سكان القرية يواجهون محاولات واضحة للاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم. رسالتهم اليوم هي المطالبة بإنهاء هذه التجاوزات وحماية ما تبقى من هذه القرية الكوردية".

 
Fly Erbil Advertisment