مثال الآلوسي: لا حكومة عراقية مستقرة دون توافق.. وما يحدث في كورمور "اعتداء إرهابي واضح"

أربيل (كوردستان24)- قال السياسي العراقي مثال الآلوسي إن تشكيل أي حكومة عراقية مقبلة لن يكون ممكناً دون توافق سياسي بين القوى الفاعلة، مؤكداً أن البرامج الحكومية وليست فقط الأغلبية البرلمانية هي التي تحدد نجاح أي تجربة سياسية في البلاد.
وأوضح الآلوسي خلال حديثه، أن التجارب السابقة أثبتت فشل الحكومات التي تفتقر لبرنامج واضح وقادر على التنفيذ، مشدداً على ضرورة تشكيل حكومة تمتلك رؤية إصلاحية حقيقية وتستطيع توفير الاستقرار للمواطن والدولة.
قصف كورمور.. رسالة سياسية خطيرة
وتطرق الآلوسي إلى الهجمات الأخيرة على منشآت الغاز والطاقة في إقليم كوردستان، واصفاً استهداف حقل كورمور المتكرر بأنه "عمل إرهابي" ومحاولة للتأثير على استقرار الإقليم وفرض إرادات سياسية عليه.
وقال الآلوسي: الهجمات على خورمور ليست حادثاً فردياً بل استهداف متكرر، حيث تعرض الموقع لأكثر من 11 مرة، بينما تعرضت كوردستان لأكثر من 200 اعتداء بالصواريخ والطائرات المسيّرة خلال السنوات الأخيرة. اليوم نرى موقفاً عراقياً موحداً في التنديد، وهذا تطور مهم يجب البناء عليه."
وأشار إلى أن موقف الإدانة المشترك من مختلف القوى السياسية – شيعة وسنة وكورد ومسيحيين – يمثل تحولاً يمكن أن يساهم في دعم استقرار البلاد إذا ما تفعّل سياسياً وقانونياً.
الآلوسي: واشنطن غيّرت مقاربتها.. والضغط سيستمر
وأكد الآلوسي أن الموقف الأميركي إزاء العراق تغير مقارنة بالسنوات السابقة، موضحاً أن واشنطن اليوم أكثر تشدداً في التعامل مع ملف الجماعات المسلحة والتدخلات الإقليمية، بهدف دعم المصالح الاقتصادية والسياسية المشتركة.
وأضاف:"أميركا لا تمتلك عصا سحرية، لكنها تملك القدرة على فرض لغة سياسية واضحة. ما تنتظره واشنطن من حلفائها في العراق هو موقف صريح تجاه النفوذ الخارجي وبناء سياسة داخلية مستقرة."
ترشيح السوداني والمالكي.. ارتباك داخل الإطار التنسيقي

وفي ما يتعلق بمستقبل الحكومة، اعتبر الآلوسي أن طرح اسمي محمد شياع السوداني ونوري المالكي كمرشحين بارزين لرئاسة الحكومة يعكس حالة ارتباك داخل الإطار التنسيقي، موضحاً أن الاعتراضات المطروحة من القوى السياسية تتعلق بملفات الحريات العامة ومحاربة الفساد.
وقال: "السوداني ما زال مقبولاً أميركياً ومحلياً، لكنه ملزم ببرنامج واضح لا بوعود شفوية. العراق يحتاج تشريعات، قانون نفط وغاز، خطوات لحل الميليشيات، واستعادة سلطة الدولة."
وأشار إلى أن استمرار التحايل في ملف السلاح وغياب الحسم القانوني لن يقود البلاد إلى الاستقرار السياسي.
كوردستان.. مفتاح الحل وليس بغداد فقط
واختتم الآلوسي حديثه بالتأكيد على أن حل جزء كبير من الأزمة السياسية قد يأتي من كوردستان إذا ما اتجهت الأحزاب هناك إلى تشكيل حكومة موحدة بصوت واحد، ما يتيح لها التعامل بفعالية أكبر مع ملف الهجمات، والمفاوضات النفطية، والحوارات مع بغداد والفاعلين الدوليين.

 
Fly Erbil Advertisment