ترامب يوجه إنذاراً نهائياً لمادورو: غادر البلاد الآن واترك السلطة
أربيل (كوردستان 24)- وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنذاراً نهائياً إلى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو خلال اتصال هاتفي نادر، طالبه فيه بالتخلي الفوري عن السلطة، وفق ما أفادت به تقارير إعلامية.
وأكّد ترامب يوم الأحد أن المكالمة مع مادورو جرت فعلاً، لكنه امتنع عن وصف طبيعتها، مكتفياً بالقول للصحفيين: "لا أود القول إنها سارت بشكل جيد أو سيئ، كانت مجرد مكالمة هاتفية".
ولم تُفصح الحكومتان الأمريكية أو الفنزويلية رسمياً عن تفاصيل الاتصال، الذي يُعتقد أنه تم في 21 نوفمبر بوساطة من البرازيل وقطر وتركيا، وفق ما نقله موقع يورونيوز.
وبحسب صحيفة "ميامي هيرالد"، التي نقلت عن مصادر مطلعة أن ترامب أبلغ مادورو خلال المكالمة: "بإمكانك إنقاذ نفسك ومن هم أقرب إليك، لكن عليك مغادرة البلاد الآن"، عارضاً تأمين مرور آمن له ولزوجته وابنه، بشرط موافقته على الاستقالة فوراً.
ووفقاً للصحيفة فإن مادورو رفض هذا الطلب، وردّ بسلسلة مطالب مضادة، من بينها الحصول على "عفوٍ عالمي" أو حصانة دولية من الملاحقة القضائية، والسماح له بتسليم السلطة السياسية مع الاحتفاظ بسيطرته على القوات المسلحة.
طلب ثانٍ بلا رد
وأشارت الصحيفة إلى أن مادورو حاول إجراء اتصال ثانٍ نهاية الأسبوع الماضي، بعد أن أعلن ترامب إغلاق المجال الجوي الفنزويلي "بشكل كامل"، لكن طلبه لم يلقَ أي رد من الجانب الأمريكي. ولم يُسجّل أي اتصال مباشر آخر بين الزعيمين منذ المكالمة الأولى.
ورغم التسريبات حول الطبيعة الحاسمة للاتصال، يبدي مراقبون ومصادر مقربة من الدوائر الفنزويلية شكوكاً في نية ترامب اللجوء إلى عمل عسكري. وقال مصدر على اتصال منتظم بكبار مسؤولي فنزويلا لصحيفة وول ستريت جورنال الشهر الماضي إن "مادورو ومعظم حلفاءه يعتبرون التهديدات العسكرية الأمريكية مجرد خدعة".
وتحتفظ الولايات المتحدة بوجود عسكري كبير في منطقة الكاريبي، تقول إنه موجّه أساساً لردع تهريب المخدرات. لكن هذا الوجود تزامن في الأشهر الماضية مع تصعيد دبلوماسي وأمني غير مسبوق ضد حكومة مادورو، بما في ذلك نشر قوة بحرية ضخمة قبالة الساحل الشمالي لفنزويلا، في إطار ما وصفته إدارة ترامب بـ"حملة الضغط القصوى".
مادورو يتهم واشنطن باستهداف النفط
وفي رسالة وجّهها إلى منظمة أوبك ونُشرت عبر وسائل إعلام رسمية فنزويلية يوم الأحد، اتّهم مادورو الولايات المتحدة بأنها تسعى إلى "الاستيلاء على احتياطيات فنزويلا النفطية الضخمة – الأكبر على كوكب الأرض – باستخدام القوة العسكرية القاتلة".
ومنذ انتخابه عام 2013، نجا مادورو من أزمات متتالية، من بينها العقوبات الاقتصادية الشديدة، والاحتجاجات الشعبية الواسعة، والانهيار الاقتصادي التاريخي، ومحاولة اغتيال عام 2018، وما يُعتقد على نطاق واسع أنه هزيمته في الانتخابات الرئاسية العام الماضي أمام الدبلوماسي السابق إدموندو غونزاليس.
وفي سياق التصعيد الحالي، دعت افتتاحية نشرتها وول ستريت جورنال يوم الأحد إدارة ترامب إلى مواصلة الضغط، مشددة على أن "خلع مادورو يخدم المصلحة الوطنية الأمريكية"، ومحذّرة من أن "تراجع ترامب عن اتخاذ إجراء لإسقاطه، في حال رفض مادورو المغادرة، سيمثّل ضربة لمصداقيته وللمصداقية الأمريكية عامة".
وفي محاولة لفتح باب الحلول السلمية، عرض الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو مدينة كارتاخينا الكولومبية كموقع محتمل لمحادثات بين نظام مادورو والمعارضة الفنزويلية، في خطوة لم يُعلن بعد عن موقف كاراكاس أو واشنطن منها.
