بغداد تختنق مرورياً.. و"لوحات إقليم كوردستان" تغزو معارض العاصمة: ما السر؟
أربيل (كوردستان24)- تعيش العاصمة العراقية بغداد أزمة مرورية خانقة تكاد تشل الحركة في معظم أحيائها، حيث تحولت الخرائط الرقمية (GPS) إلى "اللون الأحمر" الدال على توقف السير في أكثر من 35 نقطة حيوية. وفي خضم هذه الفوضى المرورية، برزت ظاهرة لافتة في معارض بيع السيارات بالعاصمة، تتمثل في الإقبال الواسع على شراء المركبات التي تحمل لوحات تسجيل إقليم كوردستان.
كاميرا كوردستان 24 تجولت في شوارع بغداد ومعارضها للوقوف على أسباب هذا الزحام وسر تفضيل البغداديين لسيارات الإقليم.
عاصمة "الخطوط الحمراء"
يروي مراسل كوردستان 24 مشاهداته في بغداد، مشيراً إلى أن تطبيق الخرائط يظهر توقفاً تاماً للسير في عشرات المناطق، واصفاً الوضع بـ"المال والوقت المهدور" للسائقين.
ويعزو مواطنون وسائقو أجرة في بغداد هذا الاختناق إلى "الاستيراد العشوائي للمركبات" وتهالك البنى التحتية، مشيرين إلى أن الشوارع التي صممت قبل 80 عاماً لم تعد تستوعب الأعداد الهائلة من السيارات الحديثة، فضلاً عن عدم احترام البعض لقوانين السير.
3 إلى 4 ملايين سيارة في شوارع قديمة
وفي تصريح لـ كوردستان 24، أكد العميد نصير عبد الستار، مدير قسم العلاقات والإعلام في مديرية المرور العامة، صعوبة إعطاء إحصائية دقيقة لعدد السيارات بسبب تنوع مصادرها (مسجلة في بغداد، إقليم كوردستان، ومحافظات أخرى).
وقال عبد الستار: "العدد التقديري يتراوح بين 3 إلى 4 ملايين سيارة في العاصمة، وهذا العدد يفوق القدرة الاستيعابية للشوارع الحالية"، مشيراً إلى أن مشاريع فك الاختناقات والجسور الجديدة تساهم في الحل، لكنها حلول آنية وليست جذرية ما لم يتم توسيع الطرق بشكل يتناسب مع الزيادة السكانية.
لماذا يفضل البغداديون "لوحات أربيل"؟
خلال الجولة في معارض السيارات، لوحظ أن نسبة كبيرة من المعروضات تحمل لوحات (أربيل، سليمانية، دهوك). وأرجع أصحاب المعارض هذا الإقبال إلى عدة أسباب جوهرية، أبرزها "سلاسة الإجراءات وجودة المركبات".
يقول كاظم عباس، صاحب معرض سيارات في بغداد: "المواطن يفضل الشراء من أربيل لأن المعاملة تنجز في ساعة واحدة وتستلم السنوية واللوحات فوراً، بينما في بغداد قد تستغرق وقتاً طويلاً. إضافة إلى أن السيارات الواردة عبر الإقليم غالباً ما تكون أنظف وجماركها أنسب سعراً".
سر مركبات "البيك آب" والضرائب الشهرية
من جانبه، كشف "حجي ستار"، أحد تجار السيارات، عن سبب مادي مهم يدفع المشترين نحو لوحات الإقليم، خاصة لسيارات الحمل (البيك آب).
وأوضح لـ كوردستان 24: "سيارات البيك آب التي تحمل لوحات بغداد تخضع لضريبة شهرية تتراوح بين 150 إلى 200 ألف دينار (ما يعادل 300-500 ألف دينار سنوياً تدفع مقدماً)، بينما لوحات إقليم كوردستان معفية من هذه الضرائب الشهرية، وهذا فرق مالي كبير يشجع الكاسب على اقتناء سيارات الإقليم".
وأضاف أن "السيارات القادمة من الإقليم تتمتع بجودة أعلى، حيث أن السيارات الأمريكية المستوردة لبغداد غالباً ما تكون قد تعرضت لحوادث قوية (وارد أمريكي متضرر)، بينما الفحص في الإقليم أكثر دقة".
تنسيق عالٍ بين بغداد وأربيل
وفي ختام حديثه، أكد العميد نصير عبد الستار وجود تنسيق عالٍ ومستمر بين مديرية المرور العامة ومديريات المرور في إقليم كوردستان، سواء فيما يتعلق بتبادل المعلومات أو تسجيل المخالفات، نافياً وجود أي مشاكل إدارية تعيق حركة المركبات بين المحافظات.
