قرية "گربیش".. أيقونة "السماق" ونموذج للإدارة الذاتية والتلاحم الاجتماعي
أربيل (كوردستان24)- في أحضان جبال منطقة "دينارته" التابعة لقضاء ئاكرێ (عقرة)، تقع قرية "گربیش"، التي تتميز بطبيعتها الخلابة وتلاحم سكانها، فضلاً عن شهرتها الواسعة بإنتاج أجود أنواع "السماق" الذي وصل صيته إلى الأسواق الأوروبية.
مجتمع متماسك بلا مشاكل
يقطن القرية نحو 350 عائلة، ينحدر معظمهم من عشيرة "زيباري". ويؤكد مختار القرية، هلكورد زكری، أن القرية تعيش حالة فريدة من الاستقرار الاجتماعي منذ أكثر من 60 عاماً.
ويقول المختار: "نعيش هنا كعائلة واحدة، لا فرق بيننا، والمشاكل شبه معدومة. رغم أن معظم السكان من الموظفين والبيشمركة والمعلمين، إلا أنهم يعودون بعد الدوام الرسمي للاهتمام ببساتينهم وزراعتهم".
نظام ري تعاوني فريد
تتميز "گربیش" بنظام إدارة مياه متقن يعتمد على التعاون الجماعي. يوضح المختار آلية العمل قائلاً: "لدينا لجنة لإدارة المياه، تبدأ عملها من شهر حزيران وحتى تشرين الأول. يتم تعيين أشخاص للإشراف على توزيع المياه بالعدل على البساتين، وفي نهاية الموسم، يقوم المزارعون بدفع مبالغ رمزية لهؤلاء المشرفين كهدية وتقديراً لجهودهم، ويتم مسامحة الفقراء ومن لا يملك محصولاً جيداً".
السماق.. الذهب الأحمر
تشتهر القرية بإنتاج كميات ضخمة من السماق، حيث يشير المزارعون إلى تصدير مئات الأطنان منه. ويوضح أحد المزارعين: "تم تصدير 150 طناً إلى تركيا، وما بين 20 إلى 40 طناً إلى دول أوروبية مثل ألمانيا والسويد والنمسا. إنتاج المنطقة ككل قد يصل إلى 1000 طن، وهو مصدر رزق أساسي وحلال للسكان".
بين الماضي والحاضر
وعلى الجانب الاجتماعي، يستذكر كبار السن في القرية "زمن الرحمة" كما يصفونه. يقول أحد وجهاء القرية: "في السابق كانت الرحمة والتعاون أكبر، كان الجيران يساعدون بعضهم في بناء المنازل وحصاد المحاصيل. اليوم، التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي (تيك توك وفيسبوك) شغلت الشباب وأبعدتهم قليلاً عن التقاليد القديمة، لكننا نأمل أن تعود تلك الروح الأصيلة".
من جانبه، أشاد رجل الدين في القرية، الملا أحمد عبد العزيز، بتمسك الأهالي بتعاليم الدين الإسلامي وحسن ضيافتهم، مؤكداً أن كرم الضيافة واحترام الزائر هي سمات متأصلة في أهالي "گربیش".
أعداد كوردستان24 عن برنامج ریبار الذي يبث على شاشة كوردستان24
