الجيش العراقي يمنع فلاحين كورد من حراثة أراضيهم في آلتون كوبري
أربيل (كوردستان 24)- في الموسم الزراعي الحالي، عادت قضية الأراضي الزراعية ضمن حدود محافظة كركوك إلى الواجهة مجدداً. وفي آخر التطورات، انتشرت قوات من الجيش العراقي بشكل مكثّف في أراضي الفلاحين الكورد ضمن ناحية آلتون كوبري (بردي)، مانعةً إياهم من حراثة محاصيلهم.
وذكر هێمن دلو، مراسل كوردستان24، أن الخلاف يتمحور حول مساحة تبلغ نحو 1400 دونم من الأراضي الزراعية العائدة لفلاحين كورد في قرية "گورزەیی"، ويحمل أصحابها سندات ملكية رسمية. غير أنّ شخصاً عربياً وافداً، مدعوماً بقوات أمنية وبحكم قضائي، يسعى للاستيلاء على تلك الأراضي.
وبحسب المعلومات، دخلت قوة من الفرقة الثامنة في الجيش العراقي إلى الحقول مزوّدةً بعربات مدرعة وآليات عسكرية، وشكّلت حاجزاً أمام الفلاحين، مانعةً إياهم من حراثة محصولي القمح والشعير، في محاولة للضغط عليهم لترك الأراضي لصالح الوافد العربي.
أحد فلاحِي القرية أكد في تصريح أن الأرض تعود لهم بشكل قانوني ولديهم وثائق رسمية تعود إلى عام 1976 تُثبت ملكية آبائهم وأجدادهم لها.
كما أوضح الفلاح، أن الشخص المطالب بالملكية هو عربي وافد جرى جلبه إلى المنطقة ضمن سياسة التعريب، ويحاول اليوم – مستفيداً من الدعم العسكري والقانوني – إبعاد الكورد عن أراضيهم.
وعبّر الفلاحون عن قلقهم من موقف الجيش العراقي، مشيرين إلى أنه، بدلاً من حماية الأمن، أصبح طرفاً في النزاع ويسعى بالقوة إلى تسليم الأراضي للوافد العربي. وأكدوا وقوع حالات اعتداء خلال التوترات، بينها تعرّض شاب كوردي للضرب.
ووفقاً لسكان المنطقة، تصاعدت الضغوط على الفلاحين الكورد في داقوق وسركَران ثم آلتون كوبري بعد أحداث 16 أكتوبر، في مشهد يعيد إلى الأذهان ممارسات فترة النظام البعثي.
أما بشأن مستقبل هذه الأراضي، شدّد الفلاحون الكورد على تمسكهم بها وعدم التخلي عنها تحت أي ظرف.
واقترحت جهات محلية عقد اجتماع يضم الإدارة المحلية في كركوك وممثلي الفلاحين والطرف المقابل لبحث حلٍّ للمشكلة، لكن الفلاحين أعربوا عن تشاؤمهم، مؤكدين أنهم حتى لو مُنعوا من حراثة محاصيلهم، فلن يتخلّوا عن أراضيهم.






