تشكيل الحكومة العراقية.. سباق بين التوافق الداخلي والفيتو الأمريكي

أربيل (كوردستان24)- تواجه عملية تشكيل الحكومة العراقية الجديدة موجة جديدة من التعقيدات، بالتزامن مع تصعيد واشنطن لضغوطها على قوى "الإطار التنسيقي". وتهدف هذه الضغوط إلى إبعاد الفصائل المسلحة عن المشهد السياسي ومراكز صنع القرار المصيري، في وقت تتواصل فيه المساعي الداخلية لحسم ملف رئاسة الوزراء.

 

حراك داخلي وخيار "المفاجأة"
على الصعيد الداخلي، يواصل قادة الإطار التنسيقي اجتماعاتهم المكثفة للتوصل إلى توافق حول مرشح رئاسة الحكومة. وفي محاولة لتبديد الشكوك والمخاوف، أكد عامر الفايز، عضو "تحالف تصميم"، في تصريحات لوسائل إعلام عربية، أن قادة الفصائل المسلحة لم يشاركوا في الاجتماع الأخير للإطار.

من جانبه، كشف المتحدث باسم "ائتلاف النصر"، سلام الزبيدي، أن المتغيرات الإقليمية والضغوط الأمريكية فرضت تقليص دائرة الخيارات والمشاورات بشأن اختيار رئيس الوزراء، ملمحاً إلى إمكانية طرح مرشح قد يشكل "مفاجأة" للأوساط السياسية وللعديد من الأطراف.

 

تحذيرات أمريكية: العراق أمام منعطف مصيري
في رسالة شديدة اللهجة، حذر مارك سافايا، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى العراق، عبر منصة "إكس"، من أن العراق يمر بمرحلة حاسمة. وأكد سافايا أنه لا يمكن لأي دولة تحقيق النجاح بوجود جماعات مسلحة تنافس سلطة الدولة، مشيراً إلى أن القرارات المقبلة ستحدد مستقبل العراق بين مساري "السيادة والقوة" أو "التفكك والفوضى".
وأوضح المسؤول الأمريكي أن بقاء السلاح خارج سيطرة الدولة لا يهدد مكانة العراق الدولية فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى خنق الاقتصاد الوطني.

 

أمن الطاقة وحماية البنى التحتية
وفي سياق متصل، دخل ملف حماية البنى التحتية ضمن دائرة الضغوط؛ حيث نقل جوشوا هاريس، القائم بأعمال السفارة الأمريكية في بغداد، خلال لقائه مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، رسالة واضحة بضرورة حماية المنشآت الحساسة مما وصفها بـ"الميليشيات".
ويأتي هذا التحذير في أعقاب الهجمات التي استهدفت حقل غاز "كورمور" في إقليم كردستان، والتي تسببت بخسائر مادية جسيمة وتوقف إنتاج الغاز، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء في عموم الإقليم.

ويرى مراقبون أن تزامن الضغوط الدولية لنزع سلاح الفصائل مع الخلافات الداخلية حول الحكومة، يضع الإطار التنسيقي أمام اختبار صعب للموازنة بين إرضاء المجتمع الدولي والحفاظ على وحدة صفه الداخلي.

 

توتر دبلوماسي ورد رسمي
على صعيد العلاقات الدبلوماسية، أثارت تصريحات منسوبة لتوم باراك، المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون سوريا، شكك فيها بسلطة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووصفه بـ"فاقد السلطة"، ردود فعل رسمية في بغداد.
ورد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين على هذه التصريحات بالتأكيد على التزام بغداد بالنظام الديمقراطي والفيدرالي ورفض الديكتاتورية، في إشارة ضمنية إلى رفض التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي العراقي.