حمى الفضة تجتاح أسواق كوردستان.. استثمار جديد يزاحم الذهب

تعبيرية
تعبيرية

أربيل (كوردستان 24)- تشهد أسواق الصاغة في إقليم كوردستان، ولا سيما في العاصمة أربيل، تحولاً لافتاً في أنماط الاستثمار، حيث باتت الفضة منافساً قوياً للذهب، مع ارتفاع غير مسبوق في الطلب عليها، مما دفع بالعديد من الصاغة إلى تغيير نشاطهم أو توسيعه ليشمل تجارة هذا المعدن الأبيض.

ويرصد تقرير لمراسل "كوردستان 24"، يادكار صادق، حركة دؤوبة في سوق الذهب بأربيل، حيث أصبحت سبائك الفضة السلعة الأكثر تداولاً في بعض المحال التي كانت مخصصة للذهب فقط.

ويقول أحد الصاغة في أربيل لـ "كوردستان 24": "كنا نعمل حصراً في الذهب، ولكن مع بداية هذا العام لاحظنا إقبالاً هائلاً على الفضة، مما دفعنا للتحول نحو بيع سبائك الفضة".

ويضيف أن مبيعات محله من الفضة وصلت في بعض الأيام إلى ما يقارب "نصف طن"، مشيراً إلى أن هامش الربح الذي حققوه هذا العام كان ممتازاً.

ويشير التقرير إلى أن عام 2025 كان عاماً استثنائياً لسوق المعادن الثمينة، حيث قفزت أسعار الفضة بنسبة 114% منذ بداية العام. وارتفع سعر الكيلوغرام الواحد من 952 دولاراً ليصل إلى أكثر من 2000 دولار، محققاً زيادة تجاوزت 1000 دولار في أقل من عام.

ويعزو الخبراء والتجار هذا الارتفاع إلى تزايد الطلب العالمي والمحلي، حيث باتت الفضة ملاذاً استثمارياً آمناً في ظل الارتفاع المستمر لأسعار الذهب، مما جعلها تجذب شريحة واسعة من المستثمرين الذين يبحثون عن بدائل أقل تكلفة وأعلى ربحية.

الطلب المتزايد انعكس بشكل مباشر على حركة الاستيراد. ويكشف أحد تجار الفضة في أربيل لـ "كوردستان 24" عن أرقام لافتة، مؤكداً أنه في شهر أيار (مايو) الماضي فقط، تم استيراد نحو 18 طناً من الفضة إلى إقليم كوردستان، معظمها قادمة من الإمارات وتركيا.

ويوضح التاجر أن الفرق في حجم الاستيراد بين عامي 2024 و2025 قد يصل إلى 90%، مما يعكس تغيراً جذرياً في وعي المستهلكين والمستثمرين تجاه هذا المعدن.

ويختتم التقرير بالإشارة إلى أن الطفرة السعرية والطلب المتزايد غيّرا النظرة التقليدية للفضة. فالفارق السعري للكيلوغرام الواحد بين السعر المحلي في كوردستان والسعر العالمي تقلص بشكل كبير، حيث كان الفارق يصل سابقاً إلى 300 دولار، بينما لا يتجاوز اليوم 150 دولاراً.

وبهذا التحول، لم تعد الفضة مجرد "ذهب للفقراء" كما كانت توصف سابقاً، بل أصبحت بوابة استثمارية عصرية تنافس الذهب وتثبت أن الاستثمار في المعادن الثمينة لم يعد حكراً على المعدن الأصفر.