قصر شيرين.. تحفة معمارية ساسانية في كرمانشاه تروي قصة حب عمرها 1800 عام

أربيل (كوردستان24)- في محافظة كرمانشاه بشرق كوردستان (إيران)، ينتصب موقع "قصر شيرين" الأثري كشاهد تاريخي عريق، جامعاً بين عظمة العمارة وأسطورة الحب الخالدة. هذا القصر، الذي سُميت مدينة "قصر شيرين" تيمناً به، يعود تاريخه إلى الحقبة الساسانية ويُعد واحداً من أبرز المعالم الأثرية في المنطقة.

يقع القصر بمحاذاة نهر "ألون"، على الطريق الرئيسي المؤدي إلى منفذ "برويز خان" الدولي. ووفقاً للمصادر التاريخية وأبحاث علماء الآثار، فقد شُيّد هذا الصرح قبل نحو 1800 عام بأمر من "كسرى الثاني" (خسرو برويز)، آخر أباطرة الدولة الساسانية، تكريماً لزوجته وحبيبته الأرمنية "شيرين". ورغم أن الاسم الرسمي للموقع في السجلات الوطنية الإيرانية هو "عمارة خسرو"، إلا أنه يُعرف شعبياً وعلى نطاق واسع باسم "قصر شيرين".

شُيّد القصر على مساحة شاسعة تبلغ 28 ألف متر مربع، بطول يصل إلى 284 متراً وعرض 98 متراً. يتميز البناء بجدرانه السميكة المشيدة من الحجر والجص (القصل). يتألف الجزء الرئيسي من القصر من قاعتين كبيرتين؛ خُصصت الأولى للمراسم والاستقبال، بينما كانت الثانية مخصصة للجلوس والضيافة. كما يضم الجزء الخلفي ممرات طويلة وعشرات الغرف المتداخلة.

وفي حديثه لـ كوردستان 24، أوضح خبير الآثار د. شارام بارسا، أن محيط القصر يحتوي على غرف إضافية كانت تُستخدم كمخازن للمؤن وإسطبلات للخيول، مشيراً إلى احتمالية أن يكون الخدم والحاشية قد اتخذوا من الغرف السفلية المحيطة بأساسات القصر مسكناً لهم.

على مر القرون، انهار سقف القصر ولم يتبقَ منه سوى الجدران الحجرية الشاهقة. وقد تم تسجيل هذا الموقع ضمن قائمة الآثار الوطنية في إيران منذ عام 1931 (قبل 95 عاماً). ورغم إجراء سبع عمليات تنقيب من قبل فرق مختصة، إلا أن علماء الآثار يؤكدون أن ما تم الكشف عنه حتى الآن لا يتجاوز 40% من الهيكل الكلي للبناء، ولا تزال أجزاء كبيرة منه تحت التراب.

وينظر سكان المنطقة إلى هذا القصر بعين الفخر، حيث تصفه الطالبة نيلوفر كرمي بأنه ليس مجرد حجارة، بل هو "راوٍ لخطوات الجنود الساسانيين وقصة العشق التاريخية بين كسرى وشيرين".


تقریر: كامل بوكاني – كوردستان24