"قاطفات النور".. إصدار توثيقي جديد يخلد مسيرة نساء عراقيات صنعن التاريخ والإبداع

أربيل (كوردستان 24)- صدر حديثاً عن دار الشؤون الثقافية العامة، كتاب جديد بعنوان "قاطفات النور: إشراقات لنساء عراقيات ملهمات" للكاتبة والباحثة ميادة الحسيني.

ويُعد هذا الإصدار وثيقة تاريخية وثقافية تسلط الضوء على سير نخبة من النساء العراقيات اللواتي تركن بصمات واضحة في مختلف ميادين الحياة، من الطب والهندسة إلى الأدب والفن والسياسة.

يقع الكتاب في محاولة جادة لتوثيق المنجز الإبداعي للمرأة العراقية، حيث توضح المؤلفة في مقدمتها أن هذا العمل ليس مجرد سرد تاريخي، بل هو "محاولة إبداعية يتحول فيها الخيال إلى كلمات"، ويهدف إلى تقديم الوجه الحقيقي للمرأة في العراق بعيداً عن الصور النمطية أو عمليات التهميش الإعلامي.

واستغرق العمل على الكتاب أكثر من عامين من البحث والتقصي والتواصل المباشر مع الشخصيات أو ذويهم، لجمع سيرة عشرات المبدعيات وتوثيق منجزاتهن وفق معايير دقيقة تعتمد على الأثر الملموس والريادة.

ما يميز كتاب "قاطفات النور" هو شموليته الجغرافية والمجتمعية. فقد أشارت الدكتورة ابتسام مرهون الصفار في تقديمها للكتاب، إلى أن المؤلفة وازنت في ذكرها للنساء ونظرت "بعين العدل" إلى محافظات العراق كافة.

وأوضح الكتاب أن الشخصيات المختارة لم تقتصر على العاصمة أو منطقة محددة، بل شملت مبدعات من الموصل، والسليمانية، ودهوك، وكركوك، وبغداد، ومحافظات الجنوب، مما يعكس التنوع الثري للنسيج العراقي ويؤكد دور المرأة الكوردية والعربية والتركمانية والآشورية في بناء المشهد الحضاري للبلاد.

وتشير الحسيني في متن الكتاب إلى أن الدافع الرئيسي وراء هذا الإصدار هو "اكتشاف أسماء نسوية كبيرة لم يصدمها وجودهن بقدر ما صدمها التعتيم على تلك التجارب الناجحة". ويسعى الكتاب ليكون مرجعاً للأجيال الجديدة، وحافزاً للنساء للاقتداء بنور إبداع "العصاميات اللواتي صنعن مجدهن بالمثابرة".

اعتمدت الكاتبة الترتيب الأبجدي للشخصيات تجنباً للحساسيات ولإعطاء كل شخصية حقها بمعزل عن الأقدمية أو المكانة، مما جعل الكتاب أشبه بموسوعة ميسرة تضم سير رائدات في القضاء، والرياضة، والصحافة، والهندسة المعمارية، وغيرها من المجالات التي كانت حكراً على الرجال لفترات طويلة.

يذكر أن الكتاب الذي طُبع في العام 2024، جاء بإهداء مؤثر من الكاتبة إلى "كل النساء في العالم"، وخصت به "المرأة العراقية التي عانت وجاهدت لأجل تحقيق الحلم"، وإلى ابنتها وجدتها، مستهلة صفحاته باقتباسات لرموز نسوية بارزة مثل زها حديد، ونازك الملائكة، وآمنة الصدر (بنت الهدى)، ولميعة عباس عمارة، ليكون بمثابة مشعل نور يبدد ظلامية الواقع.

يذكر ان الكتاب يقع في 536 صفحة من القطع الكبير وطبع بمطابع دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد.