انفجار الينابيع يعيد الحياة لقرية شرويت بعد جفاف قاسي
أربيل (كوردستان24)- لم يكن انفجار الينابيع في قرية شرويت خلال فصل الخريف معجزة، بل حدثاً نادراً أعاد الأمل والحياة لسكان القرية بعد صيف قائظ وجفاف شديد ضرب إقليم كوردستان.
عانى أهالي شرويت في قضاء بشدر بادارة رابرين المستقلة، في الصيف الماضي من شحّ حاد في المياه، مما اضطرهم للاعتماد على بئر وحيد لتلبية احتياجاتهم من مياه الشرب والاستخدام اليومي، فضلاً عن سقاية مواشيهم. كانت المعاناة كبيرة، خاصةً وأن القليل من المنازل في القرية لم تكن تحتوي على نبع خاص بها.
ولكن مع هطول أمطار الخريف الغزيرة، عادت الحياة لتدب في عروق الأرض، وانفجرت الينابيع من جديد. يقول مراسلنا في القرية إن مشهد المياه وهي تتدفق بغزارة من الينابيع، وتفيض من الآبار، وتجري في جداول صغيرة عبر القرية، هو مشهد يبعث على السرور والبهجة.
يؤكد سليمان حمة دوك، أحد سكان القرية، أن الجفاف الذي ضرب المنطقة كان غير مسبوق، وأدى إلى جفاف الآبار والينابيع بشكل كامل. ويضيف: "كنا نضطر للذهاب إلى مناطق بعيدة للحصول على المياه لماشيتنا، ولكن الحمد لله، الآن المياه وفيرة، والآبار امتلأت وفاضت".
ويشاركه الرأي خالد أحمد، ويقول: "لم نشهد جفافاً كهذا من قبل. كنا نخشى أن تجف مياه الشرب تماماً. ولكن بفضل الله، عادت المياه وتدفقت الينابيع بغزارة، وهذا يبشر بموسم زراعي جيد".
تعتبر قرية شرويت مركزاً لتجمع المياه في المنطقة، حيث تضم أكثر من 30 نبعاً ومصدراً للمياه الجوفية. وقد أدى الجفاف في العام الماضي إلى جفاف جميع هذه المصادر تقريباً، مما هدد الحياة في القرية. ولكن مع عودة المياه، عادت القرية لتكتسي حلتها الخضراء، واستعاد سكانها الأمل بمستقبل أفضل.
واجتاحت موجة مطرية غزيرة محافظات إقليم كوردستان العراق ومحافظة كركوك في الأسبوع الثاني من كانون الأول 2025، متسببة بسيول جارفة وفيضانات وُصفت في بعض المناطق بـ"غير المسبوقة". ورغم الفائدة الكبيرة التي حققتها هذه الأمطار لتعزيز الخزين المائي في السدود، إلا أنها خلّفت وراءها خسائر بشرية ومادية جسيمة، وكشفت عن تحديات كبيرة في البنية التحتية للطرق والجسور.
سجلت محطات الرصد الجوي كميات أمطار استثنائية خلال فترة زمنية قصيرة، تركزت بشكل أساسي في محافظة السليمانية وأطرافها:
ناحية تكية (قضاء جمجمال): سجلت أعلى معدل هطول بلغ 173.5 ملم، وهو رقم قياسي تسبب بكارثة محلية.
مركز السليمانية: 122.7 ملم، مما أدى لغرق شوارع رئيسية.
ناحية برزنجه: 206.5 ملم.
حلبجة: 92.5 ملم.
إدارة كرميان: 76.6 ملم.
كركوك: 39.4 ملم (في المركز)، مع معدلات أعلى في الأقضية والنواحي.
تُظهر هذه البيانات أن الموجة المطرية كانت ذات حدين؛ فبينما أمنت خزيناً استراتيجياً للصيف القادم، إلا أنها كشفت هشاشة البنية التحتية في مواجهة التغيرات المناخية المتطرفة، لا سيما في مناطق جمجمال وكرميان وكركوك، مما يستدعي استجابة حكومية عاجلة لإعادة الإعمار وتعويض المتضررين.
تقرير: اراس امين – كوردستان24 – قضاء رانية