فرنسا تقضي بالسجن 10 سنوات لمواطنة عادت من سوريا في قضية الانتماء لـ داعش

امرأتان منقّبتان من زوجات مقاتلي تنظيم داعش في سوق مخيم الهول شمال شرقي سوريا (فرانس برس)
امرأتان منقّبتان من زوجات مقاتلي تنظيم داعش في سوق مخيم الهول شمال شرقي سوريا (فرانس برس)

أربيل (كوردستان 24)- أصدرت محكمة الجنايات الخاصة في باريس، حكماً بالسجن لعشر سنوات بحق الفرنسية كارول سون، العائدة من شمال شرق سوريا في 2022، بتهمة الانتماء "لعصابة إجرامية وإرهابية"، في قضية شملت قيادات بارزة في تنظيم داعش، ما يشير إلى استمرار القضاء الفرنسي في التعامل مع ملف العائدين من مناطق النزاع.

وفي ختام محاكمة استمرت ثلاثة أيام، قررت المحكمة أيضاً إخضاع سون لمتابعة اجتماعية-قضائية لمدة خمس سنوات عقب انتهاء محكوميتها، إضافة إلى إلزامها بالخضوع للعلاج، وفق ما نقلته راديو مونت كارلو.

مسار من السفر إلى الإدانة

وبحسب ملف القضية، سافرت المتهمة إلى سوريا في تموز/يوليو 2014، وهي في الثامنة عشرة من عمرها، في فترة شهدت ذروة التحاق أوروبيين بالتنظيم.

حيث برز اسم الداعية الفرنسي صلاح الدين غيتون، أحد أبرز مروجي الدعاية لصالح تنظيم داعش، والذي تعرفت عليه المتهمة عبر فيسبوك قبل شهرين من وصولها إلى سوريا، ووصفته حينها بأنه "وسيم" و"لطيف". وتزوجته فور وصولها، غير أن الزواج لم يدم سوى نحو عشرة أيام قبل مقتله في المعارك.

وفي زواجها الثاني، اقترنت المتهمة بعنصر في جهاز الاستخبارات التابع للتنظيم، ووصفته في رسالة إلى والدتها بأنه "يصفي الخونة"، وهو معتقل حالياً في العراق.

قبل أن توقفها القوات الكوردية في كانون الأول/ديسمبر 2017 عقب تراجع سيطرة التنظيم في المنطقة.

وشملت القضية شقيقها شارلي سون، الموقوف ايضا في العراق، والذي كان عضوا في وحدة "شرطة إسلامية" تابعة للتنظيم، أشرف عليها القيادي المعروف سليم بن غالم.

معطيات أمنية واعترافات

كما استمعت المحكمة إلى معطيات تشير إلى وجود صلات غير مباشرة بين بعض من خالطتهم المتهمة وعناصر شاركوا لاحقا في اعتداءات شهدتها فرنسا عام 2015، دون أن تنسب إليها أي مشاركة مباشرة في تلك الهجمات.

وخلال الاستجواب، أقرت بأنها كانت "منغمسة في أيديولوجيا التنظيم" إلى حد منعها من إدراك خطورة مشاهد العنف، معترفة بأنها "استوعبت رموز التنظيم وساهمت في دعايته".

واعتبرت النيابة العامة أن القضية تتجاوز بعدها الفردي إلى مسألة تتعلق بالنظام العام، في ظل وجود عشرات النساء الأخريات اللواتي لم يحسمن قضائيا بعد.

بيئة شديدة الخطورة

وتحدثت المتهمة، خلال المحاكمة، عن أكثر من أربع سنوات قضتها مع طفليها في مخيمات شمال شرق سوريا التي تضم نازحين وأشخاصا يشتبه بانتمائهم إلى جماعات متطرفة.

وقالت إن الظروف القاسية، من حرارة الصحراء والأمراض وشح الموارد، لم تكن الأصعب، بل "الخوف من السكان داخل المخيمات".

ووصفـت تلك المخيمات بأنها "بيئة شديدة الخطورة" يسودها التوتر وانتشار الشائعات، ووجود نساء يتبنين أفكارا متطرفة إلى حد التكفير، مشيرة إلى أن صراعات فكرية وسلوكية كانت قائمة حتى بين الأطفال.

كما فرقت بين مجموعتين من النساء: من وصلن قبل سقوط آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية عام 2019، ومن وصلن بعده.

وفي المقابل، أفادت المحكمة بأن عددا من الفرنسيات أدلين بشهادات اعتبرن فيها أن المتهمة بقيت متعاطفة مع التنظيم، وهو ما نفته.

ووفق النيابة العامة، فإن النساء شكلن أكثر من ثلث نحو 1500 فرنسي توجهوا إلى سوريا والعراق، عاد منهم حتى اليوم 160 شخصا، فيما حوكمت، منذ عام 2017، ثلاثون امرأة أمام محكمة الجنايات الخاصة، إلى جانب قضايا أخرى نظرتها محاكم جنحية.