قمة حاسمة في دمشق.. "عبدي" و"الشرع" يلتقيان لدمج "قسد" في الجيش السوري بإشراف أمريكي
أربيل (كوردستان24)- كشفت مصادر حكومية سورية مطلعة، اليوم الخميس 25 كانون الأول 2025، عن زيارة مرتقبة لقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، إلى العاصمة السورية دمشق قبل نهاية العام الجاري، لعقد اجتماع يوصف بـ"التاريخي" مع رئيس الجمهورية السورية أحمد الشرع.
وأفاد مراسل كوردستان 24 في دمشق، أنور عبد اللطيف، نقلاً عن المصدر، بأن الاجتماع سيتناول الخطوات النهائية لتنفيذ "اتفاق 10 آذار"، وتحديداً البند المتعلق بدمج القوات العسكرية في هيكلية الدولة السورية.
وفقاً للمعلومات التي حصلت عليها "كوردستان 24"، من المتوقع أن يتوصل الطرفان خلال اليومين القادمين إلى اتفاق نهائي يقضي بدمج أكثر من 90 ألفاً من مقاتلي وكوادر "قسد" في وزارتي الدفاع والداخلية السوريتين.
وتشير المصادر إلى أن هذه العملية تجري بضغوط وإشراف مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، لضمان انتقال سلس وتحقيق الاستقرار المستدام في مناطق شمال وشرق سوريا.
يعود أصل هذا التحرك إلى الاتفاق المبرم في العاشر من آذار 2025 بين مظلوم عبدي وأحمد الشرع، والذي وضع حجر الأساس لتوحيد المؤسسات المدنية والعسكرية بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق الجديدة.
ويتضمن الاتفاق ثمانية بنود أساسية، أبرزها:
الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية.
ضمان الحقوق الدستورية لجميع المكونات، وفي مقدمتهم الكورد.
الوقف النهائي للأعمال القتالية.
دمج القوات العسكرية قبل نهاية عام 2025 (الموعد الذي يوافق التوقيت الحالي).
تعتبر واشنطن ولندن وباريس الجهات الضامنة لتنفيذ هذا الاتفاق. وكانت القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) قد أعربت في مناسبات عدة عن دعمها لبناء جيش وطني سوري موحد يساهم في تعزيز أمن المنطقة ومواصلة مكافحة الإرهاب.
وكان الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، قد وجه دعوة في تشرين الثاني الماضي طالب فيها الولايات المتحدة بالإشراف المباشر على عملية دمج قوات "قسد" في المؤسسات الأمنية المركزية، لضمان الشفافية في التنفيذ وقطع الطريق أمام أي محاولة لتنظيم "داعش" لاستغلال الفراغ الأمني أو التوترات الجانبية.
وتأتي هذه التطورات المتسارعة لتمثل المرحلة الأخيرة من تسوية الملف العسكري في سوريا، مما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من إعادة الإعمار والاعتراف الدولي الكامل بالهيكل الإداري والسياسي الجديد للبلاد.