إقليم كوردستان يكثف ضرباته ضد "الإرهاب الأبيض" ويفتح باب النجاة للمتعاطين
أربيل (كوردستان 24)- تواصل الأجهزة الأمنية في إقليم كوردستان حملاتها المكثفة لاستئصال آفة المخدرات، محققةً أرقاماً قياسية في ضبط المواد المهربة وتفكيك شبكات الاتجار.
وفي لقاء خاص مع كوردستان 24، كشف أركان بيباني، المتحدث باسم المديرية العامة لمكافحة المواد المخدرة، عن حصيلة العمليات الأمنية خلال الـ 11 شهراً الماضية، مستعرضاً الاستراتيجية الشاملة للإقليم في مواجهة هذا التهديد.
أعلن بيباني عن إلقاء القبض على 1,577 متهماً خلال الأشهر الأحد عشر الماضية، من بينهم 958 شخصاً بتهمة التجارة والترويج، فيما البقية من المتعاطين. وأوضح أن الكميات المضبوطة من المواد المخدرة بلغت نحو 858 كيلوغراماً في محافظتي أربيل ودهوك، مؤكداً أن محافظة السليمانية شهدت أيضاً عمليات ضبط مماثلة، مما يعكس حجم التنسيق الأمني العالي بين مختلف المديريات والأجهزة الأمنية في الإقليم.
أعرب المتحدث باسم مديرية مكافحة المخدرات عن قلقه تجاه الفئة العمرية المتورطة، حيث أشار إلى أن 80% من المعتقلين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً. وحذر بيباني من أن تجار المخدرات يستهدفون طاقات المجتمع الكوردستاني لتعطيل دوره في بناء المستقبل، مشيراً إلى أن المديرية كثفت من ندوات التوعية في الجامعات والمعاهد، وبالتعاون مع رجال الدين عبر المنابر، لتحصين المجتمع ضد هذه الآفة.
ورداً على التساؤلات حول وجود مصانع محلية لإنتاج المخدرات، أكد بيباني أن المديرية، ومن خلال العمل الاستخباري الدقيق، تمكنت من إحباط محاولات لإنشاء معامل ومزارع للمواد المخدرة داخل الإقليم. وأوضح أن اليقظة الأمنية حالت دون تحول الإقليم إلى مركز إنتاج، حيث تم ضبط هذه المواقع واعتقال القائمين عليها قبل بدء نشاطهم الفعلي.
استعرض اللقاء الجوانب القانونية الصارمة ضد المتاجرين، حيث أشار بيباني إلى المادتين 25 و26 من قانون مكافحة المخدرات، واللتين تفرضان عقوبات قاسية تصل إلى السجن المؤبد أو الإعدام، بالإضافة إلى غرامات مالية تتراوح بين 15 إلى 90 مليون دينار عراقي، مع مصادرة كافة الأموال والممتلكات المنقولة وغير المنقولة للمدانين.
وعلى النقيض من ذلك، وجه بيباني رسالة طمأنة للمتعاطين (الضحايا)، مؤكداً أن القانون يمنحهم فرصة للنجاة؛ ففي حال تقدم المتعاطي طواعيةً لطلب العلاج في المراكز المتخصصة، فإنه لا يُحاسب قانوناً ولا يُعتبر مجرماً، بل يتم التعامل معه كمريض يحتاج للرعاية الطبية والنفسية حتى يتماثل للشفاء ويعود فرداً صالحاً في المجتمع.
واختتم أركان بيباني حديثه بدعوة العوائل في إقليم كوردستان إلى مراقبة سلوك أبنائهم بدقة، مشيراً إلى علامات فيزيائية وسلوكية قد تدل على وقوع الشخص في فخ الإدمان، مثل فقدان الشهية، واضطرابات النوم، والعزلة، مشدداً على أن "الوقاية والوعي هما خط الدفاع الأول لحماية مجتمعنا من هذا الخطر المحدق".
تحرير: كوردستان 24