شجرة البلوط.. إرث كوردستان الطبيعي تحت مجهر البحث العلمي

أربيل (كوردستان 24)- تحت شعار "البلوط: لا للحرق، لا للقطع، لن يندثر"، نظم المعهد التقني في قضاء ميركسور التابع لجامعة أربيل التقنية، ندوة علمية موسعة ناقشت سبل حماية غابات البلوط في إقليم كوردستان، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء والمسؤولين المحليين.

تعد شجرة البلوط أحد أبرز الرموز الطبيعية والبيئية في جبال كوردستان، حيث ترتبط بعلاقة تاريخية وثقافية عميقة مع الشعب الكوردي.

وأكد المشاركون في الندوة أن أهمية هذه الشجرة تتجاوز الجانب الجمالي، لتشمل فوائد طبية وغذائية وبيئية لا تقدر بثمن، مما يجعل حمايتها "واجباً وطنياً وأكاديمياً".

وفي هذا السياق، صرح أحد الأكاديميين المشاركين لـ"كوردستان 24": "البلوط هو جزء أصيل من هوية كوردستان الطبيعية. لقد استفاد الكورد من هذه الأشجار لمئات السنين في مجالات الغذاء والطب التقليدي، فضلاً عن دورها الجوهري في الحفاظ على التوازن البيئي ومكافحة التغير المناخي".

سلط التقرير الضوء على الخصائص الحيوية الفريدة لأشجار البلوط في المنطقة، مشيراً إلى أن أعمار بعض هذه الأشجار تتراوح ما بين 300 إلى 1,000 عام. ورغم بطء نموها، إلا أنها تتميز بصلابة وقدرة عالية على التكيف مع الظروف الجبلية القاسية، مما جعلها "شاهدة حية" على تاريخ المنطقة.

ناقش الأكاديميون التهديدات التي تواجه غابات البلوط، وفي مقدمتها الحرائق الموسمية وعمليات القطع غير القانوني، بالإضافة إلى آثار التغير المناخي والجفاف. ودعت الندوة إلى تفعيل القوانين البيئية الصارمة ودعم المشاريع العلمية التي تهدف إلى إعادة تشجير المناطق المتضررة وحماية الأشجار المعمرة.

يشار الى أن منطقة بارزان بطبيعتها الخلابة والجبال الشاهقة تحتضن مساحات شاسعة من غابات البلوط.

جدير ذكره أن الوعي المجتمعي والالتزام بالتقاليد البيئية في بارزان ساهما بشكل كبير في الحفاظ على هذا الإرث الأخضر، وسط دعوات إلى تعميم هذه التجربة في كافة مناطق الإقليم لضمان بقاء شجرة البلوط رمزاً للصمود والاستدامة.

 

تقرير:  بكر سليمان - كوردستان 24- منطقة بارزان