ترامب يتحدث مع بوتين قبل لقائه زيلينسكي

أربيل (كوردستان 24)- أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مكالمة هاتفية مثمرة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الأحد، وذلك قبل ساعات قليلة من لقائه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فلوريدا، لإجراء محادثات بشأن النسخة الأخيرة من الخطة الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ حوالى أربع سنوات مع روسيا.

وقال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشال" "أجريت للتو مكالمة هاتفية جيدة جدا ومثمرة مع الرئيس الروسي بوتين"، قبل المحادثات المخطط إجراؤها مع زيلينسكي في مقر إقامته في فلوريدا عند الساعة الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (السادسة مساء بتوقيت غرينتش).

وهذا أول لقاء بين ترامب وزيلينسكي منذ تشرين الأول/أكتوبر، عندما حضر الرئيس الأوكراني ليطلب الحصول على صواريخ توماهوك من نظيره الأميركي، ولكن دون جدوى.

وهذه المرة، يسعى زيلينسكي للحصول على موافقة ترامب على نسخة جديدة من خطة السلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا والتي قدمتها واشنطن قبل شهر تقريبا.

والجمعة، قال الرئيس الأميركي لموقع بوليتيكو إن نظيره الأوكراني الذي يصل حاملا معه أحدث مقترحاته بشأن القضية الشائكة المتعلقة بتقاسم الأراضي، "لا يملك أي شيء حتى أوافق أنا عليه".

مع ذلك، بدا دونالد ترامب واثقا في نتائج المحادثات، قائلا "أعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام معه. وأعتقد أنها ستسير على ما يرام مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو ستواصل "انخراطها مع المفاوضين الأميركيين لوضع اتفاقات دائمة تعالج الأسباب الجذرية للنزاع"، مع انتقاده للأوروبيين، وفق تصريحات نقلتها وكالة تاس للأنباء.

وأضاف "بعد تغيّر الإدارة في الولايات المتحدة، أصبحت أوروبا والاتحاد الأوروبي العقبة الرئيسية أمام السلام"، معتبرا أن الأوروبيين "لا يخفون نواياهم في الاستعداد لحرب ضد روسيا".

وتابع "طموح القادة الأوروبيين يعميهم حرفيا: فهم ليسوا غير مبالين بالأوكرانيين فحسب، بل يبدو أنهم غير مبالين أيضا بشعوبهم".

ويستقبل دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي عند الساعة 13,00 (18,00 ت غ) في منتجعه مارالاغو.

وأصبح هذا المقر الخاص في بالم بيتش، حيث يمضي الرئيس الجمهوري البالغ 79 عاما عطلته، بمثابة ملحق للبيت الأبيض. ومن المقرر أن يستضيف ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في المقر عينه الاثنين.

وبعد لقاء زيلينسكي بترامب، من المرتقب أن يجري الرئيسان مكالمة هاتفية مع الزعماء الأوروبيين، بحسب ما أفاد الناطق باسم الرئاسة الأوكرانية.

نسخة جديدة

لم يكن الاجتماع الأخير بين الرئيسين الأميركي والأوكراني وديا بشكل خاص.

وتأتي القمة في فلوريدا عقب اقتراح الرئيس الأوكراني نسخة جديدة من الخطة الأميركية لإنهاء الحرب، بعد تعديلها إثر محادثات مع أوكرانيا، وهو ما أثار استياء موسكو.

بعد نسخة أولية كانت أكثر مراعاة للمطالب الروسية، يعتقد الكرملين أن كييف تحاول من خلال هذه النسخة الأخيرة "نسف" المحادثات.

وفي تصعيد للضغط الميداني، أعلنت روسيا السبت أنها سيطرت على بلدتين جديدتين في شرق أوكرانيا، هما ميرنوغراد وغوليايبول.

وقال بوتين السبت "إذا لم ترغب السلطات في كييف في تسوية هذه القضية سلميا، فسنحل كل المشكلات التي تواجهنا بالوسائل العسكرية".

وأضاف الرئيس الروسي أن "قادة نظام كييف ليسوا في عجلة من أمرهم لحل هذا النزاع سلميا". واستذكر قائلا "لقد تحدثت عن هذا الأمر قبل عام في خطاب ألقيته في وزارة الخارجية".

عشية الاجتماع في فلوريدا، هاجمت موسكو كييف والمنطقة المحيطة بها بمئات المسيّرات وعشرات الصواريخ، ما أسفر عن مقتل شخصين وانقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من مليون منزل.

وأعلنت شركة "دتيك"، أكبر مستثمر خاص في قطاع الطاقة الأوكراني، الأحد استئناف تزويد "جميع المنازل في العاصمة" بالتيار الكهربائي.

وقال زيلينسكي السبت إن هذا الهجوم يُجسّد "رد روسيا على جهودنا السلمية".

ولم يعد دونالد ترامب يُخفي استياءه من طول أمد المفاوضات. فقد صرّحت الناطقة باسمه كارولاين ليفيت في 11 كانون الأول/ديسمبر أنه "يشعر بإحباط شديد من كلا الجانبين".

دونباس

في 19  كانون الأول/ديسمبر، حثّ الرئيس الأميركي أوكرانيا على اتخاذ إجراءات لإنهاء المراوحة المستمرة.

لكن هل سينجح فولوديمير زيلينسكي في إقناعه بتوجيه رسالة مماثلة إلى موسكو، لا سيما وأن النسخة الأخيرة من الخطة تبدو غير مقبولة لدى الروس؟

تقترح الوثيقة المكونة من 20  بندا تجميد خطوط القتال على الجبهة من دون التطرق إلى المطلب الروسي بسحب القوات الأوكرانية من نحو 20% من منطقة دونيتسك الشرقية التي لا تزال تحت سيطرتها.

كما أن النص الجديد لم يعد يتضمن أي التزام قانوني على أوكرانيا بالامتناع عن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهو مطلب رئيسي آخر للكرملين.

إلى جانب مصير دونباس، المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا والتي تطالب بها موسكو، ومصير محطة زابوريجيا النووية التي يحتلها الروس في الجنوب، من المتوقع أن يناقش الرئيسان الضمانات الأمنية التي يمكن أن تقدمها القوى الغربية كجزء من اتفاق سلام محتمل.

وشدد زيلينسكي السبت على أن "هذه الضمانات الأمنية يجب أن تأتي بالتزامن مع نهاية الحرب".

وكان الرئيس الأميركي قد أشار مؤخرا إلى أن أوكرانيا، من وجهة نظره، لديها كل المصلحة في تجميد خطوط الجبهة بأسرع وقت ممكن في مواجهة أي تقدم روسي مستقبلي، يعتبره حتميا.

وقال في الثامن من كانون الأول/ديسمبر "روسيا متقدمة، ولطالما كانت كذلك".

لكن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أكدت السبت عقب مكالمة هاتفية مع زيلينسكي، على ضرورة أن يحافظ أي اتفاق سلام على "سيادة" أوكرانيا و"وحدة أراضيها".

 

المصدر: فرانس برس