"لن نعود إلى الخراب".. نازحون في غياهب النسيان بمخيمات كوردستان

"تريد السلطات العراقية إعادة النازحين قبل موعد الانتخابات التشريعية في حزيران يونيو المقبل"
لا تزال محافظات كوردستان تستضيف العديد من المخيمات - صورة إرشيفية
لا تزال محافظات كوردستان تستضيف العديد من المخيمات - صورة إرشيفية

أربيل (كوردستان 24)- عبّر نازحون عراقيون في إقليم كوردستان، عن امتعاضهم من إهمال الحكومة العراقية لملفهم طيلة السنوات الماضية، في وقت تسعى فيه لإعادتهم إلى ديارهم في مناطق تفتقد إلى الكثير من الخدمات الأساسية بالإضافة إلى غياب الأمن.

وأعادت الحكومة الاتحادية الكثير من النازحين إلى ديارهم، وأغلقت الكثير من الخيام في المحافظات العراقية باستثناء إقليم كوردستان.

وسبق أن قالت وزارة الهجرة العراقية إن عام 2020 سيكون "عام إغلاق ملف النزوح". وبالرغم من ذلك لا تزال الأنبار ونينوى تحتضنان مخيمات.

وقال مصدر في وزارة الهجرة لكوردستان 24 في وقت سابق، إن خطة الوزارة تشمل إغلاق مخيمات النازحين في المحافظات في الوقت الراهن وليس الإقليم، مردفاً بالقول "الوضع هناك حالة خاصة". ولم تتبق مخيمات للنازحين سوى في محافظتي نينوى والأنبار.

ولا تزال محافظات كوردستان تستضيف العديد من المخيمات بما في ذلك مخيم بَحركة الواقع على مشارف أربيل والذي يضم نازحين من صلاح الدين والأنبار منذ ستة أعوام.

ويقول كرّار عيسى، شأنه في ذلك شأن عشرات النازحين القاطنين في المخيمات، إنه يخشى العودة إلى محافظته بسبب تردي الوضع الأمني وسوء الخدمات.

وأضاف عيسى، وهو من سكنة صلاح الدين، متحدثاً لكوردستان 24، "لقد تجاهلتنا الحكومة العراقية لمدة ست سنوات، لكنها تريد أن تجبرنا على العودة إلى الخراب الآن".

وتابع "قطعت الحكومة العراقية كل مساعداتنا... طالبنا من وزيرة الهجرة والمهرجين مراراً بمساعدتنا ولكن دون جدوى ولم يأت أحد لمساعدتنا".

وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أواخر العام الماضي إطلاق أولى دفعات "منحة العودة" للنازحين العائدين حديثاً من المخيمات إلى ديارهم.

وقال عيسى إن الحكومة العراقية، وبعد ست سنوات من حياة المخيمات، أبلغت النازحين بأنها ستدفع 1.5 مليون دينار مقابل العودة إلى المحافظات التي غادرها النازحون.

وتساءل "ماذا نفعل بهذا المبلغ؟"

وبحسب مركز تنسيق الأزمات المشترك التابع لوزارة داخلية إقليم كوردستان فإن النازحين واللاجئين قضوا عاماً عصيباً في ظل شح المساعدات الإنسانية.

وقال مدير إعلام المركز مريوان حسن لكوردستان 24، إن الكثير من النازحين عادوا إلى ديارهم لكنهم لم يجدوا ما يأويهم ووجدوا وضعاً غير مستقر وغياباً للأمن والخدمات، مشيراً إلى أن العديد من النازحين عادوا إلى إقليم كوردستان حيث يقطن بعضهم داخل المدن.

ويستضيف إقليم كوردستان منذ نحو ستة أعوام نحو 956 ألفاً و759 نازحاً ولاجئاً، بينهم 698 ألفاً و902 نازح، و238 ألفاً و117 لاجئاً سورياً معظمهم من روجافا (المناطق الكوردية شمال شرق سوريا).

ويقطن 39 بالمئة من النازحين واللاجئين في حدود محافظة أربيل، و41 بالمئة في محافظة دهوك، و20 بالمئة في السليمانية موزعين على 38 مخيماً في المحافظات الثلاث.

ويقول إقليم كوردستان إن الحكومة الاتحادية لم تقدم أي مساعدات للنازحين القاطنين في الإقليم الذي بدوره تحمّل العبء الأكبر في ظل أزمة مالية خانقة. كما رفضت حكومة الإقليم أي إعادة قسرية للنازحين.

كذلك عبّرت منظمات دولية عن قلقها من برنامج إعادة النازحين إلى مناطقهم حيث لا يزال كثير منها "غير آمن" وسط غياب الخدمات الأساسية بما في ذلك الماء والكهرباء.

وبعد طرد داعش في حرب استمرت ثلاث سنوات، تسعى الحكومة العراقية الى إعادة النازحين الى منازلهم التي تضرر كثير منها بفعل المعارك.

وأوقفت بغداد منذ نحو عامين جميع المساعدات للنازحين واللاجئين. وتريد السلطات إعادة النازحين قبل موعد الانتخابات التشريعية في حزيران يونيو المقبل.

ونزح أكثر من خمسة ملايين شخص الى مناطق داخل العراق وأخرى في إقليم كوردستان ودول مجاورة منذ أن استولى داعش على ثلثي مساحة العراق عام 2014.

والمناطق التي كانت ساحة للمعارك بحاجة الى الأموال بشدة لإعادة بناء ما تضرر بفعل الحرب التي حظيت بدعم من التحالف الدولي لهزيمة داعش. وتحتاج البلاد إلى 100 مليار دولار لإعادة بناء تلك المناطق في خضم أزمة مالية فجرها كورونا وتراجع أسعار النفط.

من ريناس علي