متنزه سامي عبد الرحمن.. عندما يتحول "رعب صدام" إلى رئة تنبض بالحياة

يطلق السكان المحليون على الحديقة اسم "الرئة" حيث تحيط بها الأشجار من كل جانب
متنزه أربيل يعرف رسمياً بمتنزه سامي عبد الرحمن في إقليم كوردستان – تصوير: كوران صباح/ كوردستان 24
متنزه أربيل يعرف رسمياً بمتنزه سامي عبد الرحمن في إقليم كوردستان – تصوير: كوران صباح/ كوردستان 24

أربيل (كوردستان 24)- يعتبر متنزه سامي عبد الرحمن أكثر من مجرد حديقة عامة، ففيه كانت تُختزل أساليب النظام السابق في التعامل مع الشعب الكوردي.

ويعد متنزه سامي عبد الرحمن واحداً من أكبر الحدائق العامة في المنطقة، ويستقبل يومياً خمسة آلاف زائر في الأيام الاعتيادية فيما تتضاعف الأعداد أيام الجمعة.

وقبل ذلك، كانت الحديقة قاعدة للفيلق الخامس للجيش العراقي لتتحول بعدها إلى موقع سيء الصيت حيث يتم تعذيب الكورد وقتلهم ولا سيما البيشمركة ومعارضي صدام.

ويقول صباح فرج (70 عاماً) وهو أحد مقاتلي البيشمركة في حديث لكوردستان 24، "لقد فقدت أعزّ أصدقائي في القاعدة العسكرية التي كانت مكاناً سيء الصيت".

وتابع "لكن أشعر بالسعادة الآن في هذه الحديقة، وينتابني شعور بأن أرواح أصدقائي سعيدة أيضاً".

وبدأت حكومة إقليم كوردستان بتطهير المنطقة عام 1998 واكتملت المرحلة الأولى من الحديقة في عام 2000، ثم افتتحت أمام المواطنين في 14 آذار مارس من العام نفسه.

ويقع متنزه سامي عبد الرحمن في الجانب الغربي من أربيل على الشارع الستيني ويغطي مساحة تقدر بـ200 هكتار (سبعة أميال مربعة).

ويطلق السكان المحليون على الحديقة اسم "الرئة" حيث تحيط بها الأشجار من كل جانب وتعمل بدورها على تحسين البيئة وخفض درجات الحرارة وتنقية الجو.

وسميت الحديقة باسم سامي عبد الرحمن وهو السياسي الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء السابق في حكومة إقليم كوردستان والذي راح ضحية التفجير الانتحاري في شباط فبراير 2004.

ويتوافد الناس من جميع أنحاء العالم إلى الحديقة ويستمتعون بالورود والحيوانات البرية والطيور والنادي الصحي مع مسبح في الهواء الطلق وصالة رياضية وساونا وبحيرتين ومكتبة عامة وغيرها.

ويقول عباس علي (26) وهو سائح من الموصل في حديث لكوردستان 24، إن متنزه سامي عبد الرحمن "أجمل ما رأيته في حياتي".

وأشار إلى أن أطفاله يستمتعون بالألعاب والأشجار وفي كل ما هو متوفر في الحديقة.

ويجهل الكثير من السائحين تاريخ الحديقة وكيف كانت وكيف تحولت، بيد أن سكان أربيل ينظرون إليها على كونها أكثر من مجرد حديقة، فهي رمز للحرية إذ تضم في أروقتها نصب الشهيد مع عبارة "الحرية ليست مجاناً".

ويقول المقاتل في البيشمركة صباح فرج "لهذه الحديقة تاريخ عميق وراسخ.. فالكورد ينظرون إلى الرمزية والانتصار وليس مجرد متنزه".

وتحتوي الحديقة على نحو 400 ألف شجرة وهو ما يجعلها تشبه الغابة، ولهذا يقصدها كل سائح، كما الكثير من المواطنين.

ويضم متنزه إجمالاً 18 حديقة وأربع غابات وعدة نوافير وأكشاك وسينما ومطاعم ومركزاً رياضياً وملعباً ومسرحاً مفتوحاً وملعباً للأطفال وعدداً من التماثيل لشخصيات شهيرة مثل مستورة كوردستاني الشاعرة الكوردية الكبيرة.

وللحديقة جناح خاص تقام فيه الأحداث الدولية مثل المعارض التجارية ومعارض الكتب والمعارض الصناعية والزراعية والتجارية وغيرها الكثير.

ويعمل فريقان بلا كلل أو ملل في نوبتين مختلفتين للحفاظ على نظافة الحديقة والاعتناء بالأشجار في الليل والنهار.

ومنحت كوردستان 24 عمال النظافة والبستانيين جائزة "الجندي المجهول" قبل أسبوعين لتفانيهم الجاد في عملهم.

ويقول مدير الحديقة جميل حسين لكوردستان 24، إن هؤلاء العمال هم بمثابة العمود الفقري للمتنزه.

كما حث الزوار والمرتادين على المساعدة في الحفاظ على نظافة الحديقة.

وتستضيف الحديقة أنشطة أخرى مثل سباقات الدراجات والفعاليات الثقافية والأحداث الرياضية وفعاليات الأطفال فضلاً عن المعارض الفنية.

وتحتوي الحديقة كذلك على خط النهاية لماراثون أربيل السنوي الذي يشارك فيه أكثر من 20 ألف عدّاء من داخل إقليم كوردستان وخارجه.

من كوران صباح

يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على K24 English