واشنطن ستواصل برنامج المساعدات لقوات البيشمركة

روبرت فورد
السفير الأمريكي السابق لدى سوريا روبرت فورد - صورة: كوردستان 24
السفير الأمريكي السابق لدى سوريا روبرت فورد - صورة: كوردستان 24

أربيل (كردستان 24)- قال السفير الأمريكي السابق لدى سوريا روبرت فورد اليوم الأربعاء إن بلاده لديها تاريخ طويل من التعاون مع قوات البيشمركة، مشيراً إلى أن واشنطن ستواصل العمل بشكل وثيق في السنوات المقبلة مع الحلفاء في المنطقة ولا سيما حكومة إقليم كوردستان.

وقال فورد في مقابلة مع كوردستان 24، في معرض رده على سؤال بشأن سوريا، إن الولايات المتحدة لا تمتلك أي خطط هناك سوى أولويتين تتمثلان بمحاربة داعش وتقديم المساعدات الإنسانية في شمال شرق سوريا، ومحاولة تحقيق المساءلة عن جرائم الحرب التي ارتكبتها الحكومة السورية.

وتابع "تلك الجرائم لن تسهم في إحلال السلام في سوريا" التي مزقتها حرب طاحنة تشترك فيها عدة دول منذ نحو عقد من الزمن.

وعندما سُئل عن إمكانية وقف إطلاق النار في سوريا، قال فورد "حين يتحدون عن هذا الأمر، فإن أهم ما فيه هو أن يحدث في شمال غرب سوريا وشمال شرق سوريا، والأمريكيون يدعمون ذلك، إلا أن دولاً أخرى ومنها تركيا وروسيا والحكومة السورية منخرطة بهذا الأمر وليست أمريكا فقط".

ولدى سؤاله عن السعي لتحجيم النفوذ الإيراني في سوريا، أكد فورد أن إدارة الرئيس بايدن "لديها أمل واقعي في أن السياسة الأمريكية يمكن أن تجبر إيران على سحب جميع قواتها من سوريا"، مضيفا أنها كانت فكرة مطروحة في الإدارة السابقة غير أن "إدارة بايدن تبدو أكثر واقعية".

ومضى يقول "إن الدولة رقم واحد التي تهاجم إيران داخل الأراضي السورية هي إسرائيل وليست أمريكا، وبالطبع الأمريكيون يدعمون الهجمات الجوية الإسرائيلية ضد المواقع الإيرانية، وآخرها هجوم يوم أمس، لكن الأمريكيين يعتقدون بأن إيران لن تسحب جميع قواتها من سوريا".

وأشار فورد إلى أن القتال الدائر في سوريا لن يؤثر على المفاوضات النووية في جنيف، وأردف قائلاً "الإيرانيون يفهمون أنه ´يمكنك التفاوض على مسألة واحدة حتى في الوقت الذي تستمر فيه في الجدال، بل وحتى أثناء القتال في منطقة أخرى مختلفة´".

وعن الخطط الأمريكية للتعامل مع النفوذ الإيراني في العراق، أعرب فورد عن اعتقاده بأن واشنطن تدرك تماماً أن لإيران "دوراً في العراق وسوريا".

واستدرك "إلا أن الأمريكيين لا يريدون أن يكون الوجود الإيراني في سوريا تهديداً ضد الدول المجاورة مثل إسرائيل أو الأردن أو تركيا".

وقال فورد إن الأمريكيين يفهمون أيضاً أن إيران ستحتفظ بوجودها وعلاقتها مع العراق، لكنهم يريدون أن يكون القرار النهائي حول السياسة العراقية بيد العراقيين أنفسهم وليس الإيرانيين.

وتطرق الدبلوماسي الأمريكي إلى نقاشات (منتدى السلام والأمن في الشرق الوسط)، والتي تناولت السياسات الأمريكية في أفغانستان، قائلاً إن الاستراتيجية الأمريكية هناك لم تنجح حيث كانت تعتقد أنها لديها شريك أفغاني قوي، لكنه لم يكن كذلك بسبب الفساد.

وأضاف أن بوسع الروس انتقاد الانسحاب الأمريكي مثلما ينتقدون الكثير من السياسات الأمريكية، وتساءل "لكن ما هي الأفكار المثمرة التي يمكن أن تقدمها روسيا أو الصين أو باكستان أو إيران؟"

ورداً على سؤال حول حلفاء واشنطن في المنطقة، قال فورد "من المرجح أن نرى في السنوات القادمة عملاً أمريكياً وثيقاً مع الحلفاء في المنطقة ولا سيما حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية العراقية في بغداد بالإضافة إلى دول أخرى في الخليج، فضلاً عن الأردن وإسرائيل، وآمل أن تكون تركيا يوماً ما".

وحين سُئل عن دعم الولايات المتحدة لإقليم كوردستان وخاصة قوات البيشمركة، قال فورد "إن الأمريكيين يواصلون برنامج مساعدة مع البيشمركة".

وزاد "لدينا تاريخ طويل من التعاون مع البيشمركة، ومنذ المرة الأولى التي جئت فيها إلى العراق في عام 2003، كان لدينا تعاون مع البيشمركة في ذلك الوقت واستمر منذ ذلك الحين".

واستبعد فورد أن التعاون الأمريكي مع البيشمركة سينتهي، وقال "سيستمر واعتقد أن الأمريكيين يريدون تقليص دورهم في الدفاع العراقي وإعطاء المزيد من المسؤولية لقوات الأمن العراقية، بما في ذلك البيشمركة في الإقليم الكوردي".

وفيما يتعلق باتفاق سنجار الموقع بين أربيل وبغداد والذي لم ينفذ بعد، قال فورد "سنجار مسألة معقدة، حيث أن هناك العديد من الأطراف المعنية، وعلى سبيل المثال حزب العمال الكوردستاني منخرط، وكذلك قوات الأمن العراقية، وحكومة الإقليم لديها اهتمام في سنجار، وهناك مجتمع إيزيدي يعيش في المنطقة".

وخلص فورد للقول إن "الأمر المهم الذي يتعين فهمه هو أنه في عهد إدارة بايدن سيترك الأمريكيون هذا الأمر للعراقيين، سواء من الإقليم الكوردي العراقي وباقي أجزاء العراق للعثور على الإجابات، وسيكون ذلك مختلفاً جداً إلى حد ما عن النهج الأمريكي الذي كان قائماً قبل 10 أو 15 عاماً".