العبادي يجتمع مع الصدر في تحرك قد يمهد لسحب البساط من المالكي
اجتمع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اليوم الاثنين مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في بغداد في إطار لقاء قد يهدف على المنظور البعيد لتشكيل تحالف سياسي يسحب البساط من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي يميل للعودة إلى السلطة.

K24 - اربيل
اجتمع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اليوم الاثنين مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في بغداد في إطار لقاء قد يهدف على المنظور البعيد لتشكيل تحالف سياسي يسحب البساط من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي يميل للعودة إلى السلطة.
ويعد الصدر ابرز خصم للمالكي وكثيرا ما يصفه بالدكتاتور وهو من أشد المعارضين لعودته رئيسا للحكومة وسبق أن طالب بمحاكمته في أعقاب استيلاء داعش على الموصل ومناطق أخرى في منتصف عام 2014. ويقول المالكي إن الصدر لا يفقه في السياسة شيئا.
تظاهرات مناهضة للمالكي
وجاء لقاء الصدر بالعبادي بعد أيام على زيارة قام بها المالكي إلى الجنوب على وقع تظاهرات حاشدة رفضت زيارته. وقال المالكي لاحقا إن الاحتجاجات تمثل تناميا لما "للميليشيات" و"الخارجين عن القانون" في إشارة ضمنية إلى أتباع مقتدى الصدر.

وتعبر التظاهرات والاحتجاجات على ما يبدو مدى سخط الشارع من سياسات المالكي- الذي حكم العراق لثماني سنوات مضطربة- والتي يقول كثيرون إنها كانت السبب وراء ظهور تنظيم داعش في العراق. وينفي المالكي ذلك ويقول انه كان يدير حكومته وفق القانون.
وكان المالكي- وهو شيعي- قد شن في عام 2008 حملة واسعة على المسلحين الشيعة في البصرة وخاصة المنتمين لجيش المهدي وتمكن من تفكيكه تقريبا.

وقال بيان أصدرته الحكومة العراقية إن لقاء العبادي مع الصدر سيتم فيه بحث آخر تطورات الوضع فيما يتصل بالوضع السياسي وكذلك معركة الموصل. ولم يدل بأي تفاصيل إضافية.
تحالف ورد فعل
ويقول مصدر مطلع لكوردستان24 إن اجتماع الصدر والعبادي له أهداف عدة تتخلص باحتمالية تشكيل تحالف وأخرى تتعلق بما شهدته مدن الجنوب وكذلك التحركات التي يقودها أعضاء في الائتلاف الذي يقوده المالكي لاستجواب محافظ بغداد علي التميمي في مجلس المحافظة.
ويقول مجلس محافظة بغداد إنه قرر استجواب التميمي بشأن ملفات عديدة على خلفية وجود شبهات فساد مالي خلال توليه المنصب.
لكن تيار الصدر يقول إن تحركات حزب الدعوة تأتي للرد على ما تعرض له المالكي قبل نحو أسبوعين في البصرة عندما خرجت مظاهرات ضد زيارته للمدينة.

توقيت متزامن
غير أن توقيت لقاء الصدر يجيء مع مطالبات واسعة من حزب الدعوة الذي ينتمي إليه العبادي لشن حملة مشابهة لعام 2008 في المدن التي شهدت تظاهرات ضد المالكي.
وغالبا ما ينتقد المالكي أداء خلفه في إدارة البلاد. ويقول مؤيدون إن العبادي يحاول إصلاح سنوات من التدهور الذي تركه سلفه.

ويُنظر إلى الصدر على انه واحد من أهم المؤيدين للعبادي لدرجة أن محللين لم يستبعدوا أن يشكل الاثنان تحالفا عابرا للطائفية على خلاف توجهات المالكي.
"نكاية" بالمالكي
وتأييد الصدر للعبادي غير مطلق على ما يبدو إذ سبق أن قاد تظاهرات في وقت سابق من العام الجاري للتنديد بتأخر وعود للإصلاح أطلقها رئيس الوزراء مرارا لمحاربة الفساد الذي أنهك الموارد المالية للبلاد التي لا تزال تئن الصراعات منذ سنوات عديدة.
ويحتل العراق المرتبة 161 من أصل 168 على مؤشر الفساد لمنظمة الشفافية الدولية ويعد استشراء الفساد في مؤسسات الدولة وسوء الإدارة ابرز تحد يواجه العراقيين منذ سقوط النظام السابق قبل 13 عاما.
ومثل إياد علاوي وهو الخصم الآخر للمالكي، يعد الصدر من المطالبين بتغيير مفوضية الانتخابات التي أعلنت لاحقا تأجيل انتخابات مجلس المحافظات ودمجها بالانتخابات التشريعية وهو أمر أثار حفيظة المالكي وعده "انقلابا سياسيا" على تجربة الحكم في البلاد.

وكان مقررا إجراء انتخابات مجالس المحافظات العام المقبل إلا أن قوى سياسية اعترضت على ذلك. ويفترض إجراء الانتخابات التشريعية عام 2018 لانتخاب برلمان جديد والذي يتولى مهمة تشكيل الحكومة الجديدة.
ويملك الصدر كتلة تضم 34 مقعدا في البرلمان العراقي وله نفوذ كبير في بغداد ومحافظات الجنوب التي يغلب الشيعة على سكانها.
ويقول نواب في ائتلاف دولة القانون إن تأييد الصدر للعبادي يهدف "للنكاية" بالمالكي.