جامعة الموصل تطوي الظلام بذاكرة مثخنة بالجراح

الموصل (كوردستان24)- حمل الطالب الجامعي ستار مجموعة من الكتب واتجه صوب جامعة الموصل التي كان طالبا في صفوفها قبل غزو تنظيم داعش للمدينة منذ أكثر من عامين ونصف العام لكنه لم يلق سوى الأنقاض التي تخبئ بين احجارها المتراكمة أنفاس طلبة تبعثروا وضحكاتهم التي تلاشت.

ورغم الدمار الذي حل بمعظم اقسام جامعة الموصل أطلق طلبة فيها نداء لزملائهم وكافة المثقفين بالإتيان بالكتب والتجمهر في الجامعة إشارة الى بدء حركة نهوض ثقافي في المدينة.

وفرض تنظيم داعش العديد من القيود على الدراسة بمجملها وعلى الدراسة الجامعية خصوصا بحسب ماتقول الطالبة الجامعية منتهى لكوردستان24 والتي لم تزر جامعتها اثناء حكم داعش سوى مرة واحدة لاقت خلالها الكثير من المضايقات من عناصر التنظيم.

وقال مراسل كوردستان24 ان تنظيم داعش حول الجامعة الى مقر لعناصره وحول الأقسام العلمية وخصوصا قسم الكيمياء الى ورشات لإنتاج مواد كيميائية وتحويلها الى اسلحة لاستخدامها في الحروب.

وقام عناصر التنظيم المتشدد بفصل الطلاب عن الطالبات أثناء المحاضرات الجامعية وفرض ارتداء النقاب على الطالبات فيما منع تدريس المواد "غير الشرعية" في إشارة الى الأقسام العلمية والمعرفية التي لاتتطابق مع نظرة داعش المتشددة للدين.

وسيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل في حزيران يونيو 2014 حيث تحكم بكافة المناحي وفرض نظرته المتشددة على كافة تفاصيل الحياة لكنه أبقى الجامعة مفتوحة وسط تأكيدات من اساتذة جامعيون وطلبة بتحويلها الى ثكنة عسكرية ومصنع للاسلحة.

وتمكنت القوات العراقية من انتزاع جامعة الموصل من قبضة التنظيم الجهادي منذ ايام ضمن العمليات العسكرية التي يشنها الجيش العراقي لتحرير مدينة الموصل والتي انطلقت بالتنسيق مع قوات البيشمركة والتحالف الدولي قبل نحو 3 اشهر.

ويناشد طلبة في جامعة الموصل الحكومة العراقية والمنظمات الدولية بترميم الجامعة وإعادة بث الحياة فيها حتى يتمكنوا من ارتيادها مرة أخرى وإكمال دراستهم.

وينظر الطالب الجامعي مؤيد مليا الى مبنى الجامعة المتهالك بفعل القصف والمعارك ويقول "لا بأس سنبني جامعتنا ونعود للدراسة انشاء الله.. إنها الموصل تعود للحياة من جديد".

ت: س أ