العراق.. إيران تعتمد تكتيكاً جديداً بانتقاء "فصائل سرية صغيرة" وتهميش الجماعات التقليدية
تم تأكيد هذه الرواية من قبل عدد من المسؤولين الأمنيين العراقيين، وقادة في فصائل موالية لإيران وكذلك مصادر دبلوماسية ومصدر عسكري غربي
أربيل (كوردستان 24)- نشرت وكالة رويترز للأنباء تقريراً تطرقت فيه إلى تغيير تكتيكي لإيران في العراق تمثل بانتقاء إيران مئات من المقاتلين الموثوق بهم من بين أغلب الفصائل القوية الحليفة لها في العراق لتشكل جماعات نخبوية صغيرة وشديدة الولاء لها.
وبحسب تقرير الوكالة العالمية، فإن ذلك يعد بمثابة تحول إيراني عن الاعتماد على جماعات كبيرة كان لها في وقت من الأوقات نفوذ عليها.
وأفادت رويترز بأنه تم تأكيد هذه الرواية من قبل عدد من المسؤولين الأمنيين العراقيين، وقادة في فصائل موالية لإيران وكذلك مصادر دبلوماسية ومصدر عسكري غربي.
وذكر التقرير أنه تم تدريب الجماعات السرية الجديدة العام الماضي على حرب الطائرات المسيرة والاستطلاع والدعاية الإلكترونية وهي تأتمر بأمر ضباط في فيلق القدس ذراع الحرس الثوري الإيراني المسيطر على الفصائل المتحالفة مع إيران في الخارج.
وتكشف روايات مسؤولين أمنيين عراقيين وقادة فصائل ومصادر دبلوماسية وعسكرية غربية أن هذه الجماعات مسؤولة عن سلسلة من الهجمات المعقدة على نحو متزايد التي استهدفت الولايات المتحدة وحلفاءها.
ويعكس هذا الأسلوب، وفقاً لتقرير رويترز، رد إيران على ما شهدته من انتكاسات وعلى رأسها اغتيال الجنرال البارز قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذي كان يسيطر سيطرة شديدة على الفصائل الشيعية العراقية حتى استهدافه العام الماضي في هجوم صاروخي أمريكي بطائرة مسيرة.
ولم يكن إسماعيل قاآني الذي خلفه في قيادة فيلق القدس ملماً بخبايا السياسة الداخلية في العراق ولم يكن له قط النفوذ ذاته الذي تمتع به سليماني على الفصائل، كما جاء في التقرير.
كذلك اضطرت الفصائل الكبرى الموالية لإيران في العراق إلى تحاشي الأضواء بعد رد فعل سلبي شعبي أثار مظاهرات واسعة احتجاجا على النفوذ الإيراني في أواخر 2019. وقد مُنيت تلك الفصائل بانقسامات بعد مقتل سليماني ورأت إيران أن السيطرة عليها تزداد صعوبة.
غير أن التحول إلى الاعتماد على جماعات أصغر يحمل في طياته ميزات تكتيكية، فهي أقل عرضة للاختراق وربما يتأكد أنها أكثر فاعلية في استخدام أحدث الأساليب التي طورتها إيران لاستهداف خصومها مثل الطائرات المسيرة المسلحة.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين عراقيين قولهما إن ما لا يقل عن 250 مقاتلاً سافروا إلى لبنان على مدى عدة أشهر في عام 2020، حيث تلقوا تدريبات على يد مستشارين من الحرس الثوري الإيراني وجماعة حزب الله اللبنانية.
وشملت التدريبات كيفية إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ وزرع القنابل، بالإضافة إلى مهاجمة الخصوم والدعاية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال المسؤولان الأمنيان العراقيان والمصادر الغربية إن الجماعات الجديدة تقف وراء هجمات من بينها هجوم على قوات تعمل بقيادة أمريكية في قاعدة عين الأسد في الشهر الحالي والهجوم على مطار أربيل الدولي في نيسان أبريل وعلى السعودية في كانون الثاني يناير وكلها باستخدام الطائرات المسيرة المحملة بالمتفجرات.
وقال أحد قادة الجماعات المدعومة من إيران في العراق "يبدو أن الإيرانيين شكلوا بدقة مجموعات جديدة من الأشخاص لشن الهجمات والحفاظ على السرية. نحن لا نعرف من هم".
وذكر أحد المسؤولين الأمنيين العراقيين أن "المجموعات الجديدة تعمل في الخفاء، كما أن قادتها غير معروفين ويخضعون مباشرة لضباط الحرس الثوري الإيراني ويأخذون أوامرهم من فيلق القدس وليس من العراق".
وتقول رويترز إن إيران اعتمدت هذا التكتيك الجديد بعد الانتكاسات التي تعرضت لها في العراق مؤخراً، والمتمثلة في تراجع شعبية الفصائل الموالية لها نتيجة الاحتجاجات ضد النفوذ الإيراني منذ عام 2019، وبات من الصعب السيطرة على تلك الجماعات بعد أن غاب سليماني عن المشهد العراقي.
وترى إيران أن الاعتماد على مجموعات أصغر فيه مزايا تكتيكية أكثر نجاعة، لأنها أقل عُرضة للاختراق، ويمكنها استخدام أحدث التقنيات التي طورتها إيران لضرب خصومها.