الجيش الأمريكي يدير ظهره لأفغانستان وطالبان تتسيد المشهد بـ"مقترح سلام"

أثار تصاعد القتال وفرار الآلاف من أفراد قوات الأمن الأفغانية الممزقة شكوكاً كبيرة بشأن مفاوضات السلام التي تدعمها الولايات المتحدة

أدارت القوات الأجنبية ظهرها لأفغانستان وسط صعود طالبان مجدداً - تصوير: رويترز
أدارت القوات الأجنبية ظهرها لأفغانستان وسط صعود طالبان مجدداً - تصوير: رويترز

أربيل (كوردستان 24)- أعلن الجيش الأمريكي الثلاثاء أنه أنجز بنسبة "تتجاوز 90 في المئة" انسحابه النهائي من أفغانستان الذي بدأه في أيار مايو.

وجاء ذلك بعد نحو عشرين عاماً من التدخل العسكري في هذا البلد مع حلف شمال الأطلسي إثر اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.

وقال الجيش في بيان إن "عملية الانسحاب تتواصل. تعتبر القيادة المركزية الأمريكية أننا أنجزنا أكثر من تسعين في المئة من عملية الانسحاب الكاملة".

إلى ذلك، قال متحدث باسم مقاتلي طالبان إن حركته تعتزم تقديم اقتراح سلام مكتوب إلى الحكومة الأفغانية في أقرب وقت الشهر المقبل حتى مع تحقيقهم مكاسب كبيرة على الأرض في الخرق الذي خلفته القوات الأجنبية المغادرة.

وفر المئات من أفراد قوات الأمن الأفغانية إلى طاجيكستان المجاورة في مواجهة تقدم حركة طالبان منذ أن أخلت الولايات المتحدة قاعدتها الأفغانية الرئيسية، كجزء من خطة للانسحاب الأجنبي الشامل.

وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد إن "محادثات السلام وعملية السلام ستسرع في الأيام المقبلة.. ومن المتوقع أن تدخل مرحلة مهمة، وستتعلق بخطط السلام."

وتابع "من المحتمل أن يستغرق الأمر شهراً للوصول إلى تلك المرحلة التي سيشارك فيها الجانبان خطتهما المكتوبة للسلام"، مضيفا أن الجولة الأخيرة من المحادثات مثلت منعطفاً حاسماً.

وأثار تصاعد القتال وفرار الآلاف من أفراد قوات الأمن الأفغانية الممزقة شكوكاً كبيرة بشأن مفاوضات السلام التي تدعمها الولايات المتحدة، والتي بدأت العام الماضي في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب آنذاك.

ورداً على طلب للتعليق على تصريحات ممثل طالبان، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن التوصل إلى تسوية تفاوضية هو السبيل الوحيد لإنهاء 40 عاماً من الحرب في أفغانستان.

وقال المسؤول "نحث الجانبين على الدخول في مفاوضات جادة لتحديد خارطة طريق سياسية لمستقبل أفغانستان تؤدي إلى تسوية عادلة ودائمة".

وفي الأسبوع الماضي، أخلت القوات الأمريكية قاعدة (باغرام) الجوية في إطار تفاهم مع طالبان التي حاربت ضدها منذ الإطاحة بالحركة الإسلامية المتطرفة من السلطة بعد هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001 التي شنتها "القاعدة" على الولايات المتحدة.

Fly Erbil Advertisment