تولر عن الانسحاب وما يليه: دورنا تغيّر وبرلمان بلا ميليشيات "مصلحة عراقية"
"لقد أدرجنا حزب العمال الكوردستاني على لائحة الإرهاب منذ فترة طويلة، لأنه ألحق الضرر بالمدنيين"

أربيل (كوردستان 24)- قال السفير الأمريكي لدى بغداد ماثيو تولر الثلاثاء إن جميع الجنود المقاتلين سيغادرون العراق قبل نهاية العام الجاري في إطار الاتفاق الذي تمخض عن الحوار الإستراتيجي بين البلدين، مؤكداً على ضرورة منع دخول الميليشيات للبرلمان المقبل.
وأضاف تولر في حوار مع عدد من وسائل إعلام إقليم كوردستان، أنه "لن يبقى" أي جندي أمريكي مقاتل في العراق بعد تاريخ 31 كانون الأول ديسمبر المقبل، مؤكداً أن الوجود الأمريكي سيقتصر على مستشارين ومدربين سيتولون مهام المشورة والتدريب للبيشمركة والقوات العراقية.
"دورنا تغير إلى مستشارين"
وقال في رده على سؤال لكوردستان 24 بشأن الانسحاب الأمريكي، إن قوات أمريكية مقاتلة أخرى ستغادر العراق في غضون الأيام المقبلة.
وأشار تولر إلى أن طلب الحكومة العراقية "واضح"، حين أرادت الإبقاء على "العلاقات الإستراتيجية" مع الولايات المتحدة بما في ذلك العلاقة العسكرية.
وتابع "هدفنا ووجودنا (في العراق) هو بناءً على دعوة رسمية من الحكومة العراقية، ومهمتنا هي القضاء على داعش، لكن دورنا تغيّر إلى مستشارين".
"تهديدات أخرى"
لم يخف تولر وجود تهديدات أخرى لإقليم كوردستان والعراق تتمثل بوجود حزب العمال الكوردستاني، الذي يهاجم البيشمركة بين حين وآخر، الأمر الذي يدفع تركيا إلى عبور الحدود.
وقال "لقد أدرجنا حزب العمال الكوردستاني على لائحة الإرهاب منذ فترة طويلة، لأنه ألحق الضرر بالمدنيين وأصبح يشكل تهديداً على الآمنين".
واتهم تولر حزب العمال الكوردستاني "بالتعاون مع الميليشيات الشيعية في بعض المناطق ولا سيما سنجار، حيث منع الحكومة من تنفيذ اتفاق سنجار الموقّع بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان".
ومضى يقول "باعتقادنا أن الاتفاق هو أفضل سبيل للوضع في سنجار".
حزب العمال والسيناريو الأفغاني
عبّر السفير الأمريكي عن قلق بلاده إزاء الهجمات التركية على حزب العمال الكوردستاني في الأراضي العراقية، مشيراً إلى أن ذلك سيعقد الأمور ويزيد "من إضعاف سيادة العراق".
ولفت إلى أنه "وبغض النظر عن حزب العمال الكوردستاني وداعش، فإن وجود العديد من الميليشيات خارج سلطة الحكومة العراقية يشكل تهديداً آخر لأمن المنطقة واستقرارها".
فيما يتعلق باحتمالية تكرار السيناريو الأفغاني في العراق، أوضح السفير الأمريكي لكوردستان 24، أن الرئيس جو بايدن يدرك أهمية العراق.
وأردف الدبلوماسي الأمريكي قائلاً "لا نريد أن يصبح العراق منطلقاً لتهديد المنطقة والدول الأخرى".
قاعدة حرير
عن مزاعم الانسحاب العسكري الأمريكي من قاعدة حرير في أربيل، قال تولر "لدينا عدد قليل من الجنود في تلك القاعدة وواجبهم هو دعم البيشمركة والقوات العراقية ضد داعش، والحديث عن نقلهم أو استبدالهم هو من مسؤولية القيادة المركزية للجيش الأمريكي".
وقال تولر عن بناء أكبر قنصلية لبلاده في أربيل "نعتقد أن وجود حكومة قوية في إقليم كوردستان وكذلك حكومة اتحادية قوية في بغداد هو بمثابة نموذج للنجاح للمنطقة عموماً ولمصلحة الإقليم وبغداد".
الكورد والانتخابات
أوضح أن الكورد هم "حلفاؤنا المهمون"، قائلاً "إذا كانت حكومة إقليم كوردستان قوية وبينما في الوسط يتم منع القوى التابعة للميليشيات من دخول البرلمان والمشاركة في الحكومة، فإن ذلك بالتأكيد سيكون من مصلحة حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية".
وسُئل السفير الأمريكي عن الانتخابات التشريعية، فقال إن الانتخابات ستجرى في موعدها، وإن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي سيرسلان مراقبيهما بهذا الصدد.
وخلص للقول "آمل أن تكون انتخابات تشرين نزيهة وبعيدة عن المشاكل، ويحدوني الأمل بعودة ثقة الشعب في الانتخابات والحكومة".
واختتم حديثه قائلاً "آمل أن تتغير المعادلة السياسية في العراق وأن يتم تحجيم الأحزاب التابعة للميليشيات".