دول الاتحاد الأوروبي المتوسطية تدعو إلى استجابة "موحدة" لأزمة الهجرة
أربيل (كوردستان 24)- دعت دول البحر الأبيض المتوسط الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماعها الجمعة في مالطا، إلى استجابة "موحدة" و"بنيوية" لأزمة الهجرة، فيما صعّدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الموقف من خلال التلويح بتحفظات جديدة عن دور المنظمات غير الحكومية.
وجاء في البيان الختامي لقمة "ميد9"، "نكرر الحاجة إلى تعزيز كبير لجهود الاتحاد الأوروبي" مع بلدان انطلاق المهاجرين وعبورهم. وشاركت في القمة كرواتيا وقبرص وإسبانيا وفرنسا واليونان وإيطاليا ومالطا والبرتغال وسلوفينيا.
ولخّص رئيس الوزراء المالطي روبرت أبيلا، مضيف القمة، هذه الرغبة قائلاً إنه "يجب معالجة القضية من جذورها" من خلال "شراكات قوية وشاملة مع جميع شركائنا في جنوب البحر الأبيض المتوسط". شراكات على غرار الاتفاق المبرم مع تونس بسعيٍ من إيطاليا وفرنسا، رغم مخاوف المدافعين عن حقوق الإنسان من ممارسات هذا البلد المغاربي.
ووجه رؤساء الدول والحكومات، الذين اصطفوا أمام كاتدرائية "مدينة" في جزيرة مالطا، رِسالة مُماثلة.
وقالت جورجيا ميلوني إنه "في غياب حلول بنيوية، ستشمل هذه المشكلة الجميع"، منتقدة "قصر نظر" من يعتقدون بقدرتهم على مواجهة هذا التحدي في شكل منفرد.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "الوضع الاستثنائي" يستدعي "بكل وضوح ردّاً أوروبياً مُوحداً ويدفعنا جميعاً إلى إظهار تضامن مع إيطاليا"، مؤكداً التفاهم غير المتوقع والمتزايد مع البلد الجار.
وأجرى الرئيس الفرنسي الذي يؤكد أن موقفه تقدمي ويعمل من أجل وحدة الصف الأوروبية، ورئيسة الوزراء الإيطالية التي انتُخبت قبل سنة على أساس برنامج قومي، محادثات طويلة الثلاثاء في روما وبات لديهما "رؤية مشتركة لإدارة مسألة الهجرة".
ثنائي إيطالي-فرنسي
يأتي هذا التقارب بعد سلسلة توترات فرنسية-إيطالية بشأن هذه المسألة الشائكة، وبعد أن تحدث ماكرون عن "الاستجابة المبسطة والقومية" التي نسبها بشكل مبطن إلى ماتيو سالفيني زعيم حزب الرابطة، أحد أركان الائتلاف الحكومي الإيطالي وحليف زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبن.
والتقى ماكرون وميلوني على هامش "ميد9" مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين لمناقشة "تطبيق خطة من عشر نقاط عرضتها المفوضية الأوروبية" في منتصف أيلول/سبتمبر لمساعدة إيطاليا التي تواجه تدفق أعدادٍ كبيرة من المهاجرين على جزيرة لامبيدوسا الصغيرة.
بعد أكثر من أسبوع من الهدوء المرتبط بسوء الأحوال الجوية، تجدد وصول المهاجرين من طريق البحر الجمعة إلى الجزيرة الإيطالية.
وبين حزيران/يونيو وآب/أغسطس، غرق ما لا يقل عن 990 شخصاً في وسط البحر الأبيض المتوسط، أي أكثر بثلاثة أضعاف ممّا سجل خلال الصيف السابق، وفقاً لإحصاء نشرته منظمة اليونيسف الجمعة، معربة عن أسفها لتحوّل هذا البحر "مقبرة للأطفال ومستقبلهم".
وقالت المنظمة لوكالة فرانس برس إنّ حوالى 11600 "قاصر غير مصحوبين" بذويهم حاولوا التوجه إلى إيطاليا بين كانون الثاني/يناير ومنتصف أيلول/سبتمبر على متن قوارب متداعية، أي أكثر بنسبة 60 في المئة عمّا كان عليه الأمر في الفترة نفسها من العام 2022.
كان الهدف من "ميد9" ضبط مواقف بلدان جنوب أوروبا التي غالباً ما تكون على الخطوط الأمامية في قضية الهجرة، قبل الاجتماعات الحاسمة للاتحاد الأوروبي في غرناطة بإسبانيا في غضون أسبوع ثم في بروكسل في نهاية تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر.
لكن رغم دعوة الزعماء إلى التبني السريع لميثاق الهجرة الأوروبي الذي ينص على إصلاح نظام اللجوء للدول الأعضاء السبع والعشرين، فإن المفاوضات تظلّ صعبة.
وكانت ألمانيا قد وافقت في بروكسل الخميس على جزء رئيسي من اتفاق الهجرة الأوروبي. لكن المفاوضات بشأن إصلاح نظام اللجوء في الدول السبع والعشرين لا تزال صعبة: فقد أعربت روما عن تحفظاتها بشأن التعديل الذي ترغب فيه برلين، وطالبت جورجيا ميلوني في المقابل بأن تقوم المنظمات غير الحكومية التي تنقذ المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط بإنزالهم في الدولة التي ترفع سُفنها علمها.
المصدر: AFP