وزير الخارجية الامريكي في اسرائيل لبحث حماية المدنيين في غزة

أربيل (كوردستان24)- وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل صباح الجمعة سعياً للضغط على اسرائيل لضمان حماية المدنيين الفلسطينيين، فيما طوق الجيش الإسرائيلي مدينة غزة بعد أسبوع من التوغل البري وضربات مدمرة على القطاع المحاصر.

وفي جولته الثانية في الشرق الأوسط منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، يلتقي بلينكن صباح الجمعة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ويحضر اجتماعا لحكومته الأمنية، بحسب ما أورد صحافي في فرانس برس يرافقه.

وكان بلينكن صرح الخميس لصحافيين في قاعدة أندروز الجوية قبل توجهه إلى الشرق الأوسط "سنتحدث عن خطوات ملموسة يمكن وينبغي اتخاذها لتقليل الأذى الذي يلحق بالرجال والنساء والأطفال في غزة" في ظل حملة القصف المدمر والعملية البرية التي تنفذها إسرائيل ردا على هجوم غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية نفذته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وفي ظل المخاوف من اتساع الحرب في المنطقة، يلقي الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الجمعة كلمة هي الأولى منذ بدء الحرب، يترقّبها اللبنانيون والمعنيون بالنزاع، لتبيّن ما إذا كانت ستحسم مسألة انخراط حزبه المدعوم من إيران والمتحالف مع حماس في القتال.

ويعيش سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 نسمة في وضع إنساني كارثي تحت القصف العنيف الذي تنفذه إسرائيل متوعدة بـ"القضاء" على حركة حماس بعد الهجوم الذي أوقع قرابة 1400 قتيل وفق الجيش، معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول من الهجوم.

وارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس، إلى 9061، بينهم 3760 طفلا.

كما قال الجيش الإسرائيلي إن حماس تحتجز 242 رهينة، بعضهم أجانب.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري إن القوات الإسرائيلية "أكملت تطويق مدينة غزة، مركز منظمة حماس".

 

خسائر أليمة

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس لدى زيارته قاعدة عسكرية قرب تل أبيب "إننا في قلب الحملة (العسكرية)، نجاحاتنا مذهلة".

لكنه أقر بأن العملية "صعبة" وبأن إسرائيل تتكبد "خسائر أليمة"، في وقت أعلن الجيش مقتل 332 جنديا منذ بدء الحرب.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها حماس مقاتلون من الحركة يخرجون من أنفاق لمهاجمة دبابات إسرائيلية تجد صعوبة في التقدم بسبب الركام والدمار.

وتوعدت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، الخميس بأن غزة ستكون "لعنة التاريخ" على إسرائيل، محذرة من أن الجنود الإسرائيليين سيخرجون "في أكياس سود".

وأعلن الجيش الإسرائيلي شن ضربات جديدة على غزة ليل الخميس الجمعة مشيرا كذلك إلى أن قواته قاتلت "عددا من الوحدات الإرهابية" التي استخدمت "صواريخ مضادة للدبابات" و"عبوات ناسفة".

وأنذر الجيش الإسرائيلي منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر بإخلاء شمال القطاع ولا سيما مدينة غزة الشديدة الاكتظاظ بالسكان والتي دمر القصف أحياء كاملة منها مع تركز الجزء الأساسي من العمليات العسكرية فيها.

بالقرب من معبر رفح، قالت شمس شعث، وهي فتاة فلسطينية تحمل جواز سفر أميركيا كانت تنتظر إجلاءها، "رأينا أمورا لم نر مثلها في حياتنا. هذه أقسى حرب على شعب فلسطين".

وفي مدينة غزة، لجأ عدد من السكان قرب مستشفى القدس. وقالت هيام شملخ (50 عاما) "هذه ليست حياة، إننا بحاجة إلى مكان آمن لأولادنا. الكلّ مذعور، الأطفال والنساء والمسنون".

 

طرد العمال الغزاويين

وفي انفراجة منتظرة منذ بدء الحرب، خرج 60 جريحا فلسطينيا وحوالى 400 من حاملي جوازات سفر أجنبية الخميس من قطاع غزة إلى مصر عبر رفح، المعبر الوحيد إلى العالم الخارجي غير الخاضع لسيطرة إسرائيلية في القطاع، وفق أرقام جديدة أوردتها الأمم المتحدة.

وكانت دفعة أولى من 46 جريحا يرافقهم ثلاثون شخصا من أقربائهم و361 من حاملي جوازات السفر الأجنبية غادرت قطاع غزة عبر رفح الأربعاء، فيما أعلنت مصر أنها تستعد لاستقبال سبعة آلاف أجنبي ضمن عملية الإجلاء.

 من جهة أخرى، أعلنت إسرائيل ليل الخميس الجمعة طرد جميع العمال الغزاويين الذين كانوا في إسرائيل عند تنفيذ حماس هجومها إلى القطاع، وقدرت وسائل إعلام إسرائيلية عددهم بأربعة آلاف.

وتأتي جولة بلينكن الذي سيزور الأردن أيضا، في ظل تصاعد المخاوف من اشتعال المنطقة. وكرر الرئيس الأميركي دعوته إلى إعلان هدن إنسانية في الحرب تكون "مؤقتة ومحددة" لكنها لا ترتقي إلى وقف عام لإطلاق النار، وفق ما أفاد مسؤول رفيع في البيت الأبيض الخميس.

وبينما تزداد المخاوف من اتساع الحرب في المنطقة، سجلت جبهة جنوب لبنان وإسرائيل مساء الخميس تصعيدا قد يكون الأكبر منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر مع إعلان حزب الله قصف "19 موقعا إسرائيليا في وقت واحد" لتعلن إسرائيل الرد بقصف "واسع النطاق" في جنوب لبنان.

ونعى حزب الله أربعة من مقاتليه الخميس.

ويلقي نصر الله خطابه الذي سينقل عبر شاشات التلفزة، في احتفال مركزي يقيمه حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت عند الثالثة بعد الظهر (13,00 ت غ)، تكريماً لعناصره الذين قتلوا جراء القصف الإسرائيلي.

ومنذ بدء التصعيد، قتل 70 شخصاً في لبنان، بينهم 52 مقاتلاً من الحزب وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس. وأعلنت إسرائيل من جهتها مقتل ثمانية عسكريين ومدني واحد.

ويتصاعد التوتر أيضا في الضفة الغربية المحتلة حيث قتل نحو 132 فلسطينيا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر برصاص جنود أو مستوطنين إسرائيليين، بحسب السلطة الفلسطينية. ومن المتوقع خروج تظاهرات جديدة عبر الضفة الغربية بعد صلاة الجمعة.

وتفرض إسرائيل حصارا مطبقا على قطاع غزة وقطعت عنه إمدادات الغذاء والوقود والكهرباء والماء.

وبسبب نفاد الوقود، تتوقف المستشفيات، واحد تلو الآخر، عن تقديم الخدمات، بينما تعج بآلاف الجرحى والمرضى.

ودخلت شحنات محدودة من المساعدات خلال الأسابيع الماضية إلى القطاع، لكنها لم تحمل وقودا.

وتشدّد الأمم المتحدة على ضرورة إيصال مساعدات أكبر إلى القطاع.

وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" غير الحكومية إن "أكثر من 20 ألف جريح ما زالوا في غزة، مع إمكانية محدودة للحصول على الرعاية الصحيّة بسبب الحصار والقصف المستمر"، فيما أعلنت وزارة الصحة في حكومة حماس الأربعاء أن 16 مستشفى خرجت عن الخدمة من إجمالي 35 في القطاع.