نيجيرفان بارزاني: بحثتُ مع ماكرون قضية استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان

رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني
رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني

أربيل (كوردستان 24)- أكد رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، اليوم الجمعة، أنه بحث مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قضية استئناف تصدير نفط الإقليم، مبيناً أن مسألة عدم تصدير النفط من كوردستان مُرتبطةٌ ببغداد.

وقال نيجيرفان بارزاني في مؤتمرٍ صحفي عقده بالعاصمة الفرنسية باريس، إنه "خلال اجتماعي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكدنا على ضرورة حل المشاكل والقضايا العالقة بين أربيل وبغداد".

وأشار إلى أنه "بحث مع ماكرون قضية نفط" إقليم كوردستان، موضحاً أن "مسألة عدم تصدير النفط من إقليم كوردستان مرتبطةٌ ببغداد، والمُشكلة لم تُعالج من قِبل بغداد، وأخبرني ماكرون أن سيحاول تقديم المساعدة في هذا الصدد".

وأوضح أن "تركيا أبدت استعدادها لاستئناف تصدير نفط إقليم كوردستان، لكن هناك بعض القضايا والمشاكل التي يتوجب على الحكومة الاتحادية اتخاذُ خطواتٍ لمعالجتها، لا سيّما مسألة التعاقدات النفطية في إقليم كوردستان".

ولفت إلى أن "الموازنة العامة الاتحادية حددت مبلغ 6 دولارات فقط مُقابل كل برميل نفط يتم استخراجه من حقول إقليم كوردستان، بينما سعر برميل النفط المُستخرج في العراق أعلى، وينبغي على بغداد معالجة هذه القضية الفنية".

وخلال إجابته على سؤال مراسل كوردستان24، قال نيجيرفان بارزاني، إن "ماكرون رأى أنه سيكون من الجيد عقد لقاءٍ مع وزير الدفاع الفرنسي، ولهذا الغرض التقينا بالوزير"، مؤكداً أن "الرئيس الفرنسي سيزور العراق وإقليم كوردستان".

وبشأن تأجيل زيارة ماكرون إلى العراق، أكد رئيس الإقليم، أن "سبب تأجيل زيارة ماكرون إلى العراق، يعود إلى تأجيل (مؤتمر بغداد الثالث)، والذي كان من المُقرر عقده في بغداد نهاية الشهر الجاري، إلا أنه تم تأجيله لأجلٍ غير معلوم".

وأردف أن "ما يحدث في الشرق الأوسط، ليس مُرتبطاً بالمكان الذي يقع فيه الصراع فقط، بل تداعياته تؤثر على المنطقة بمُجملها".

وشدد على أنه "أبلغ ماكرون بموقف إقليم كوردستان بشأن الأحداث الأخيرة في المنطقة، وأكد أنه من الضروري إيصال المساعدات الإنسانية بشكلٍ عاجل إلى قطاع غزة".

وتابع: "كما أكدنا على ضرورة إطلاق حماس سرائح الرهائن، إضافةً إلى إيجاد حلٍ استراتيجي وجذري لهذه المشكلة، حيث يرى إقليم كوردستان أن الحل الصحيح لهذه المعضلة، هو تأسيسُ دولةٍ بين الإسرائيليين والفلسطينيين".

ولفت إلى أنه "لا توجد أية مخاطر على الكيان الدستوري لإقليم كوردستان، إلا أن الطائرات المُسيّرة التي توجهها الجماعات المُسلحة صوب أربيل وقاعدة عين الأسد، لا يخدم بأي شكلٍ من الأشكال العراق وإقليم كوردستان"، موضحاً أنه "ينبغي بذل الجهود لمنع انخراط العراق في المشاكل الموجودة بالمنطقة".

وأشار إلى أنه "تم توقيع اتفاقيةٍ أمنيةٍ بين العراق وإيران، وإقليم كوردستان كذلك جزءٌ من هذه الاتفاقية، ومُلتزمٌ بمبادئها، خصوصاً أنه لا يجوز المساس بمصالح دول الجوار انطلاقاً من أراضي إقليم كوردستان".

وأوضح أن "قِوى المُعارضة الكوردية الإيرانية في هذا الصدد أخذت موقف إقليم كوردستان بعين الاعتبار، وكانوا متعاونين إلى حد كبير".

وتابع: "يجب علينا جميعاً حماية أمن العراق، وعدم السماح لأي جماعة باسم العراق أن تهدد إقليم كوردستان والعراق نفسه"، مبيناً: "ينبغي على رئيس الوزراء العراقي بصفته القائد العام للقوات المسلحة، عدم السماح بأن يتورط العراق في صراعات المنطقة".

وحول قضية رواتب موظفي إقليم كوردستان، قال نيجيرفان بارزاني، إن "حكومة إقليم كوردستان قطعت خطواتٍ جيدة مع الحكومة الاتحادية بهذا الصدد، كما تعاملت مع هذه القضية بمنتهى الشفافية، وقدمت كافة البيانات إلى بغداد بشكلٍ سلس".

وأضاف: "وبهذا الشكل، لم يتبق أمام الحكومة الاتحادية أيُّ مُبرر أو حجة لعدم إرسال رواتب موظفي إقليم كوردستان، باعتبارهم جزءاً من العراق".

وذكر أن "إقليم كوردستان ينتظر موقف الحكومة الاتحادية، وذلك حتى لا ينتظر مواطنو إقليم كوردستان مُجدداً وصول حقوقهم ومستحقاتهم المالية عبر وسائل الإعلام".

ووصل رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، مساء يوم الخميس، إلى العاصمة الفرنسية باريس، تلبيةً لدعوةٍ رسمية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

واستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، في قصر الإليزيه.

وذكر بيان صادر عن رئاسة إقليم كوردستان أنه "في اجتماع ثنائي، تبادل الجانبان الآراء ووجهات النظر حول علاقات فرنسا مع العراق وإقليم كوردستان، وعلاقات وحوار أربيل – بغداد من أجل حل مشاكلهما، والأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية للعراق، وآخر مستجدات وتعقيدات المنطقة".

وأشار البيان إلى أن الجانبين "أكدا على تعزيز علاقات فرنسا مع العراق وإقليم كوردستان، وتوطيد التعاون المشترك بين الجانبين في إطار الاتفاقية الاستراتيجية العراقية – الفرنسية، واتفقا في الرأي بضرورة حماية أمن واستقرار العراق في ظل ظروف المنطقة المتأزمة، واستمرار التفاهم والحوار من أجل حل مشاكل أربيل – بغداد".

وتابع: "وبشأن الأوضاع المتأزمة للشرق الأوسط، شدد الجانبان على أهمية الجهود الرامية للحيلولة دون توسع الحرب ولحماية المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية للمنكوبين، واتفقت آراؤهما على أن المزيد من التأزم في الوضع يعرض أمان واستقرار المنطقة للخطر".