استقبال رسمي لبوتين في أبوظبي قبل توجهه إلى السعودية
أربيل (كوردستان 24)- استُقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحفاوة في أبوظبي الأربعاء، في المحطة الأولى من زيارة تشمل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بهدف مناقشة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وموضوع النفط.
وكان بوتين الذي سعى الغرب إلى عزله منذ الحرب في أوكرانيا، قلل لبعض الوقت تنقلاته إلى الخارج، لكنه بدأ يعود إلى الساحة الدولية. وبعد استهدافه بمذكرة توقيف بتهمة ترحيل أطفال أوكرانيين إلى روسيا أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية، كان يخصص رحلاته لزيارة أقرب حلفائه.
وصل بوتين في زيارة عمل إلى الإمارات وتوجه إلى القصر الرئاسي الإماراتي للقاء نظيره الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وحظي بمراسم استقبال رسمية مع حرس الشرف في القصر، بينما عبرت دورية جوية السماء وأطلقت قنابل دخان بألوان العلم الروسي كما سُمع إطلاق طلقات مدفعية من مسافة قريبة، وفقاً لمشاهد نشرها الكرملين.
وأكد بوتين في بداية لقائه مع الشيخ محمد بن زايد أن "بفضل موقفكم، وصلت علاقاتنا إلى مستوى غير مسبوق"، مشيداً بدولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها "الشريك التجاري الرئيسي لروسيا في العالم العربي"، وتحدث عن "مشاريع في قطاع الغاز والنفط".
ولم تتخذ الإمارات والسعودية موقفاً واضحاً داعماً لموسكو أو لكييف في الحرب في أوكرانيا، إلا أن الرياض رفضت التجاوب مع طلب أمريكي لزيادة إنتاج النفط الذي ارتفعت أسعاره بسبب الحرب.
وقال الرئيس الروسي إنه سيتحدث مع نظيره الإماراتي بشأن الوضع "في المناطق الساخنة"، مشيراً إلى النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وأيضاً إلى "الأزمة في أوكرانيا".
كذلك، أشارت الرئاسة الروسية إلى أن الرئيسين سيناقشان خفض إنتاج النفط في إطار أوبك+، وهو تحالف من الدول المصدرة للنفط (أوبك) وشركائها وروسيا عضو فيه.
ولكن برنامج الزيارة لم يتطرق إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ المنعقد في دبي.
سياق مناسب
بعد الإمارات، سيتوجه بوتين إلى المملكة العربية السعودية للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وسيبحث الجانبان في مسائل تتعلق بالاستثمارات، وكذلك "تعاونهما في قطاع الطاقة" الذي من شأنه أن يضمن "وضعاً مستقراً ويمكن التكهن به" في السوق الدولية، وفق الكرملين.
وفي السعودية أيضاً، سيعرض فلاديمير بوتين أيضاً رؤيته للوضع الدولي بما يشمل الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، و"سبل العمل على وقف التصعيد"، بحسب الرئاسة الروسية.
تغيب بوتين عن آخر الاجتماعات الدولية الكبرى مثل قمة مجموعة العشرين في الهند في أيلول سبتمبر وقمة مجموعة "بريكس" في جنوب إفريقيا في آب أغسطس.
وهو قال إنه تجنب المشاركة في هذه اللقاءات حتى لا "يحرج" المنظمين. ولكن مذكرة المحكمة الجنائية ما زالت تعرقل تحركاته لأنه قد يتم اعتقاله إذا توجه إلى بلد عضو في المعاهدة التأسيسية للمحكمة. ولكن الإمارات ولا المملكة العربية السعودية لم توقعا على المعاهدة التأسيسية المعروفة بنظام روما.
كان بوتين يفضل حتى الآن السفر إلى بلدان حليفة. ففي تشرين الأول أكتوبر، استقبله نظيره شي جين بينغ في الصين على هامش منتدى طرق الحرير الجديدة. وقبل ذلك ببضعة أيام، ذهب إلى قيرغيزستان، وهي دولة أخرى قريبة جداً من موسكو، في أول رحلة له إلى الخارج منذ صدور مذكرة التوقيف عن المحكمة الجنائية الدولية.
لكن الرئيس الروسي يرى راهناً أن السياق الدولي أكثر ملاءمة له.
فقد تعثر الهجوم الأوكراني المضاد الذي طال انتظاره هذا الصيف أمام الدفاعات الروسية. أما الدعم غير المشروط الذي كان الغرب يقدمه لكييف حتى الآن، فقد بدأت تظهر عليه علامات الضعف، وذلك بسبب الانقسامات السياسية، وهو ما كان الكرملين يأمل به.
وفي داخل روسيا، تعافت عائدات النفط، ويستعد فلاديمير بوتين لإطلاق حملة إعادة انتخابه في شهر آذار مارس، وهو أمر لم يعد موضع شك.
المصدر: AFP