خبير بيئي: التشكيلة الحكومية التاسعة أولت اهتماماً بقضايا المناخ عبر بناء السدود والأحواض الاصطناعية

أربيل (كوردستان 24)- أكد الدكتور كارزان محمد، الخبير في تكنولوجيا البيئة، اليوم الأحد، أن بناء السدود والأحواض الاصطناعية يلعب دوراً كبيراً في سد نقص المياه وسقاية الأراضي الزراعية.
وقال كارزان محمد في مقابلة مع كوردستان24، إن إقامة المؤتمرات المتعلقة بقضايا البيئة تشير إلى أن التغير المناخي في إقليم كوردستان غير مستقر، مستشهداً بتقارير المنظمات والوكالات الدولية المعنية بحماية البيئة، التي تؤكد أن العراق يُعتبر واحداً من الدول الخمس الأكثر تأثراً بالتغير المناخي.
وأضاف: ليس هناك حدود محددة للبيئة، مما يعني أن كل بلد يجب أن يسعى لتنظيف بيئته الخاصة. وبالتالي، نجد أنفسنا في بيئة نسعى لتحسينها، ولكن في الوقت نفسه، هناك احتياجات ضرورية لنا تؤدي إلى إطلاق مواد ملوثة، وهذه هي النقطة التي تبدأ فيها التحديات.
وأشار إلى أن الكلمات التي ألقيت في المؤتمر الخاص بالتغير المناخي تركزت بشكل أساسي على بناء السدود والأحواض الاصطناعية، وفي هذا السياق، لاحظنا أن كل الانتباه يتجه نحو إقليم كوردستان.
وأوضح الخبير في تكنولوجيا البيئة أنه فيما يتعلق بالتشكيلة الحكومية التاسعة في إقليم كوردستان وجهودها في بناء السدود، يمكن ملاحظة أنّها بدأت من الصفر في هذا المجال، والآن لديها إنجازات ملموسة في هذا الصدد. وهذا يُعَد نقطة إيجابية بالغة الأهمية، حيث تلعب دوراً كبيراً في معالجة قضايا نقص المياه وسقاية الأراضي الزراعية.
وانطلق اليوم الأحد 12 أيار 2024، في أربيل، المؤتمر الخاص بالجفاف والتغيُّرات المناخية وآثارها السياسية والاقتصادية والديموغرافية على العراق، بمشاركة رئيس جمهورية العراق عبد اللطيف رشيد، ورئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، ورئيس الحكومة مسرور بارزاني، وعدد آخر من المسؤولين السياسيين والحزبيين.
يأتي ذلك في وقتٍ يُعاني العراق من تلوث بيئي حاد، تزامناً مع إطلاق تحذيرات من آثاره الخطيرة، إذ يحتل العراق المرتبة الثانية في قائمة الدول الأكثر تلوثاً بالهواء وفقاً لتقرير مؤسسة (IQAir) السويسرية.
ويعزو خبراء البيئة أسباب تلوث الهواء في العراق إلى عوامل رئيسية منها نقص الخدمات اللازمة، وانبعاث الغازات الخطرة والدخان من المصافي وتزايد أعداد المركبات وعدم امتثال المصانع ووجودها في المناطق الحضرية، بالإضافة إلى الهجرة الريفية نحو المناطق الحضرية.
وتقول وكالة (IQ Air) السويسرية في تقرير لها، إن العراق يحتل المرتبة الثانية من حيث المناخ الأكثر تلوثاً في العالم، حيث كانت بغداد والبصرة ونينوى أولى الضحايا.
ويضيف التقرير، "من المثير للدهشة وجود كمية كبيرة من الجزيئات الضارة في الهواء الذي يتنفسه العراقيون يومياً، حيث تبلغ 80 ميكروغراماً من الجزيئات الضارة لكل متر مربع في العراق".
وأشارت الوكالة السويسرية إلى أن التلوث والتغير المناخي ألحقا أضراراً كبيرة بالقطاع الزراعي في العراق، بحيث أنه من أصل 54 مليون دونم من الأراضي الزراعية، هناك نحو 27 مليون دونم غير خصبة ولم تعد صالحة للزراعة. كما يتسبب تغير المناخ والتلوث بإصابة نحو 30 ألف شخص بالسرطان في العراق كل عام.