بفعل التغيرات المناخية.. تراجع زراعة أشجار النخيل يهدد الأمن الغذائي لليمن
أربيل (كوردستان24)- بالتزامن مع حلول موسم التمور، تشهد المساحات المزروعة بأشجار النخيل في اليمن تراجعا كبيرا بفعل التغيرات المناخية وقلة الدعم المقدم للمزارعين خلال سنوات الحرب الدائرة منذ عشر سنوات.
في واحدة من مزارع النخيل هذه بوادي حضرموت شرقي اليمن، يعمل رشيد في الزراعة منذ سنوات، بعد أن ورث المهنة عن آبائه وأجداده. يتفقد محصول أشجاره من البلح والتمور هذا الموسم، لكنه يجد كميتها أقل من محصول الموسم الماضي، فالظروف الزراعية في البلاد لم تعد كما كانت في السابق.
وقال المزارع رشيد باصبيح لكوردستان24 "كل عام يقل المحصول عن العام الذي سبقه. هذا يعود لعدة أسباب منها الزحف العمراني وتراجع نشاط الغرس، وقلة الاهتمام من الجهات المعنية".
التغيرات المناخية وتنامي تأثيراتها البيئية تسببت بانجرافات كبيرة للأراضي الزراعية، كما أن الزحف العمراني لعب دورا في انحسارها. بحسب دراسات فإن الأراضي المزروعة بالنخيل تقلصت إلى ستة عشرة بالمائة بعد أن كانت تقدر بأربعة وعشرين بالمائة عام ألفين وواحد. يقول مختصون إن الآفات الزراعية انتشرت مؤخرا أكثر من أي وقت مضى.
وقال الاكاديمي المتخصص في الزراعة علي عمرون لكوردستان24 "انتشرت الآفات بصورة كبيرة في قطاع النخيل، خصوصا سوسة النخيل الحمراء ودوباس النخيل، وهي آفات دخيلة على حضرموت، ومن الأسباب أيضا؛ عدم الاهتمام بالأصناف المحلية من التمور، ودخول أصناف خارجية، مثل الصنف البَرْحِي، والخُراص، مما أدى إلى انتشار الأخيرة في البلاد".
تعد ثمار أشجار النخيل في اليمن موردا اقتصاديا هاما للمزارعين وأسرهم، ففي محافظة حضرموت وحدها، توجد أكثر من مليونين ونصف المليون نخلة، سبعون بالمائة منها مثمرة، وهذا يعكس مدى مكانة النخيل وثمارها لدى اليمنيين. لكن تراجع زراعتها وتصديرها مؤخرا نتيجة تداعيات الحرب والأزمة بات يمثل تهديدا خطيرا على القطاع البيئي من جهة، والأمن الغذائي من جهة أخرى.
تقرير: أيمن قائد – مراسل كوردستان24 في اليمن