غارات ليلية على الضاحية وواشنطن تدعو لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله "سريعا"

أربيل (كوردستان24)- شنّ سلاح الجو الإسرائيلي غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت ليل الإثنين-الثلاثاء بُعيد ساعات على إعلان الموفد الأميركي آموس هوكستين من العاصمة اللبنانية أنّ بلاده تريد إنهاء النزاع بين إسرائيل وحزب الله "في أسرع وقت".

وأتت الغارات الليلية بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه قصف نحو 300 هدف لحزب الله في لبنان خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مع توسيع حملته الجوية لتشمل مؤسسة القرض الحسن المالية التابعة للتنظيم الموالي لإيران.

واستهدفت 13 غارة اسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت ليل الاثنين طالت إحداها محيط أكبر مستشفى حكومي لبناني وأسفرت عن أربعة قتلى، أحدهم طفل، وفق السلطات اللبنانية.

وأفاد مصدر أمني عن تغيير مدرج هبوط طيران الشرق الأوسط بعد غارة إسرائيلية قرب مطار بيروت الدولي القريب من الضاحية الجنوبية لبيروت.

وأتت هذه الغارات بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه ضرب عشرات المواقع في لبنان في إطار استهداف الذراع المالية لحزب الله، من بينها مخبأ يحتوي على عشرات الملايين من الدولارات من النقد والذهب.

- بلينكن إلى إسرائيل -

دبلوماسيا، قال هوكستين بعد لقائه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري المكلّف من حزب الله التفاوض باسمه، إنّ "ربط مستقبل لبنان بصراعات أخرى في المنطقة لم يكن وليس في مصلحة الشعب اللبناني"، مضيفا أن بلاده تريد "إنهاء النزاع بشكل دائم وفي أقرب وقت ممكن" بين حزب الله وإسرائيل.

وفتح حزب الله جبهة "إسناد" لغزة غداة اندلاع الحرب في القطاع بين إسرائيل وحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. وتحوّل النزاع الى مواجهة مفتوحة اعتبارا من 23 أيلول/سبتمبر.

ولطالما رفض حزب الله وقف النار عبر الحدود اللبنانية قبل وقف الحرب في قطاع غزة.

من جهة أخرى، قال هوكستين إن الالتزام العلني بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي أنهى حرب العام 2006 بين حزب الله وإسرائيل "ليس كافيا" لوضع حد للنزاع الراهن، بعدما لم يفعل أيّ طرف شيئا لتطبيقه خلال السنوات الماضية.

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006. وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.

توازيا مع محادثات هوكستين في بيروت، غادر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن واشنطن متوجها الى الشرق الأوسط في جولة تستمر حتى الجمعة ويسعى خلالها لوقف إطلاق نار في الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، وذلك عقب مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار.

وبعد أن يزور إسرائيل الثلاثاء والأردن الأربعاء، سيزور بلينكن عواصم عربية أخرى في هذه الجولة الجديدة التي تستمر حتى الجمعة، بحسب ما أعلنت وزارته.

وفي باريس، أكّد وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو أنّ التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان يمثّل "ضرورة لأمننا الجماعي"، محذّرا من انهيار هذا البلد ومن خطر اندلاع "حرب أهلية وشيكة" فيه.

وحذّرت إيران من أنّ الولايات المتحدة ستتحمّل "كامل المسؤولية" في حال شنّت إسرائيل هجوما انتقاميا على الجمهورية الإسلامية، وذلك بعدما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه اطّلع على خطط إسرائيلية بهذا الصدد.

وفي المنامة، استقبل ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على خلفية مخاوف من تصعيد عسكري في الشرق الأوسط بين إيران وإسرائيل.

وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنّ منظومة "ثاد" المضادّة للصواريخ باتت "في مكانها" في إسرائيل، مشيرا إلى أنّ واشنطن أرسلت هذه المنظومة الدفاعية الأميركية المتطوّرة لحماية حليفتها من أيّ هجوم صاروخي إيراني جديد.

- "مليارات الدولارات" -

وقال الجيش الإسرائيلي الإثنين إنه قصف في لبنان نحو 300 هدف لحزب الله خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بعدما أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي قصف نحو 30 هدفا مرتبطا بمؤسسة بالقرض الحسن التابعة للحزب في مناطق مختلفة.

و"مؤسسة القرض الحسن" هي جمعية مالية تابعة لحزب الله تفرض عليها الولايات المتحدة عقوبات وتصنّفها السعودية على أنها "كيان إرهابي".

وقال الجيش الإسرائيلي إن خزائن القرض الحسن تحتوي على "مليارات الدولارات" التابعة لحزب الله.

وفي جنوب لبنان، ذكرت الوكالة الوطنية الاثنين أن الجيش الإسرائيلي فجّر منازل داخل بلدة عيتا الشعب الحدودية في جنوب لبنان، حيث تدور "اشتباكات عنيفة" مع عناصر من حزب الله.

من جهته، أعلن حزب في بيانات متلاحقة إنه استهدف جنودا اسرائيليين في بلدات مركبا وكفركلا وعيتا الشعب الحدودية.

ومنذ 23 أيلول/سبتمبر، قتل ما لا يقل عن 1470 شخصا بلبنان بنيران إسرائيلية، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات رسمية، وسجلت الأمم المتحدة نزوح نحو 700 ألف شخص.

وندّد مكتب حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع للأمم المتحدة الاثنين بـ"التدمير الواسع النطاق" لأهداف مدنية جراء الغارات الإسرائيلية على لبنان.

- مساع دبلوماسية -

وغداة إعلان قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) أن الجيش الإسرائيلي استهدف مجددا أحد مواقعها "عمدا"، طالبت ألمانيا الحكومة الاسرائيلية "توضيح كل حادث" طال القوة الأممية.

في بيروت، التقى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط الاثنين مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزف عون.

وقال أبو الغيط إنه "من المحزن أن نرى عدم اتخاذ مجلس الأمن الدولي ردا رادعا على اعتداء إسرائيل على اليونيفيل"، بحسب ما نقلته عنه الوكالة الوطنية.

في باريس، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن "على الأمم المتحدة أن تمارس دورها الكامل في جنوب لبنان للسماح بعودة السكان المدنيين إلى منازلهم بأمان على جانبي الحدود".

كذلك، طلب من نتانياهو "الحفاظ على البنية التحتية وحماية السكان المدنيين والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن" في لبنان.

ورفضت إيران الاثنين على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها اتهامات رئيس الحكومة اللبنانية لطهران بالتدخل في شؤون بلاده.

- "لجنة خماسية" لقيادة حماس -

في غزة، واصل الجيش الإسرائيلي عملياته في شمال القطاع ووسطه وجنوبه.

وتتعرّض منطقة جباليا منذ 6 تشرين الأول/أكتوبر لهجوم جوّي وبرّي مع إعلان الجيش الإسرائيلي أنّ حماس تعيد ترتيب صفوفها في هذه المنطقة.

وقتل أربعة فلسطينيين الاثنين جراء القصف الإسرائيلي، بحسب الدفاع المدني، فيما قال شهود لوكالة فرانس برس إن القوات الإسرائيلية فجّرت منازل في جباليا صباحا.

ويسود وضع صحي وإنساني كارثي في قطاع غزة المدمّر في ظل تواصل القصف والعمليات العسكرية البرية العنيفة للجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب عقب هجوم حماس على جنوب الدولة العبرية.

وبعد مقتل يحيى السنوار في غزة، تتجّه حماس لعدم تعيين رئيس جديد لمكتبها السياسي، بحسب مصدرين من الحركة قالا إن "لجنة خماسية" كانت شكّلت بعد اغتيال سلفه إسماعيل هنية "ستتولّى قيادة الحركة... إلى حين إجراء الانتخابات القادمة" في آذار/مارس "إن أتيحت الظروف".

وتسبّب هجوم حماس قبل عام بمقتل 1206 أشخاص غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية تشمل رهائن ماتوا أو قتِلوا خلال احتجازهم بغزّة.

وتردّ إسرائيل منذ أكثر من سنة بحملة قصف مدمّرة وعمليات برّية في قطاع غزة أدّت إلى مقتل ما لا يقل عن 42603 شخصا، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث بيانات لوزارة الصحة التابعة لحماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وفي سوريا، قتل شخصان وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في حي المزة في دمشق. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّه قتل في سوريا قياديا كبيرا في حزب الله مسؤولا عن قسم كبير من عمليات تمويل التنظيم.

AFP