بقي وحيداً فلا أماً حنوناً ولا أباً شفيقاً.. طفل فلسطيني يفقد عائلته في قصف إسرائيلي على منزلهم

أربيل (كوردستان24)- كان الطفل أحمد الأزبكي، 13 عامًا، يقف مع خاله في حي الشجاعية، يتسامران عندما عاجلت ضربة جوية إسرائيلية منازل عدة في الشارع بينها منزلهما، وما إن التفتا خلفهما إلا وشظية تائهة من القصف تجد ضالتها في ركبة الطفل المراهق.

وقتل في القصف كل عائلته، وبقي وحيدا، ويعالج الآن في مستشفى ناصر بخانيونس، يحدوه الأمل بغد أفضل.

استفاق من غيبوبته.. وليته ما فعل، فليست كل الجراح تشفى بالضمادات، فمرارة "الفقد" لا يدرك فجيعتها إلا من ذاقها، كبيرًا كان أو صغيرًا، وهنا في غزة لن تجد طفلا إلا وقد ناله من الهم ما ناله.

وقال الطفل الفلسطيني أحمد الازبكي لكوردستان24 "بعد أن تعرضنا للقصف أخذونا للمستشفى، وبعد أيام من إصابتي علمن بأن جدي وجدتي وأمي وأبي قد استشهدوا".

بإصابة الطفل أحمد في قدمه كتب عليه استكمال حياته الموحشة دون أقرب الأقربين إليه، فلا أمًّا حنونًا، ولا أبا شفيقًا، ولا أخًا رفيقًا، بل كلُّهم راح، وتُرك يتيمَ الأسرة كلّها (إن جاز التعبير).

وأضاف الطفل أحمد لكوردستان24 "آتي الى هنا لوحدي لتلقي العلاج، لان أمي وأبي قد استشهدوا، واستشهدت كل عائلتي، وآتي الى هنا في المستشفى لتلقي العلاج وأعود لوحدي أيضاً".

مع أنه فقد أهله وذوي قرباه أو معظمهم؛ فإنه لم يفقد الأمل في استكمال رحلته العلاجية ولو بأقل الإمكانات المتاحة المقدمة من قطاع الصحة الذي بات يخرج أنفاسه الأخيرة، لكنهما -الطفل وقطاعَ الصحة ـ يرفضان الاستسلام والإذعان للأحداث القهرية.

أطفال غزة لم يشردوا ويوتموا فحسب؛ بل زاد تدهور وضع الصحة، الإمدادات الطبية من معاناتهم، ومع ذلك؛ رفعوا شارة الصبر شعارًا لهم والأمل يعدهم دائما بغد أفضل.

 

تقرير: بهاء طباسي – مراسل كوردستان24 في غزة