رحلة السنجاب "بينَت" مع النجومية على "إنستغرام" انتهت بالقتل الرحيم
أربيل (كوردستان24)- انتهت رحلة السنجاب "بينَت" Peanut مع النجومية على "إنستغرام"، إذ سيُحرَم متابعوه الذين بلغ عددهم أكثر من 500 ألف الاستمتاع بإطلالته الظريفة بعدما صادرته السلطات الصحية في منطقة نيويورك وقتلته بطريقة رحيمة بسبب خطر انتشار فيروس داء الكَلَب، على ما أفادت الجمعة.
وبصوت متهدج وعينين دامعتين، أعلن صاحب "بينَت" مارك لونغو الذي يقيم في المنطقة ودأبَ على نشر مقاطع فيديو للسنجاب على شبكة التواصل الاجتماعي، نفوق الحيوان الذي "جاء بالكثير من الفرح لنا وللعالم"، على قوله.
واكتسب السنجاب الأسود شهرة واسعة على "إنستغرام"، ووصل عدد متابعيه على الشبكة إلى 537 ألفا، بفضل مقاطع الفيديو التي تُظهره وهو يقفز من مكان إلى آخر، ويقف على كتفَي صاحبه، أو يقضم فطيرة، أو يشرب القهوة، أو يعتمر قبعة صغيرة.
لكنّ فريقا من السلطات الصحية في ولاية نيويورك حضر إلى منزل مارك لونغو الأربعاء وصادر السنجاب وكذلك حيوان راكون، استنادا إلى "تقارير عدة عن احتمال إيوائه حيوانات برية قد تكون حاملة داء الكلب واحتفاظه بها بشكل غير قانوني كحيوانات أليفة"، إذ أقام لونغو ملجأ سمّاه "بينَتس فريدم فارم أنيمال سانكتواري" P'Nuts Freedom Farm Animal Sanctuary.
وأعلنت السلطات الجمعة أنها نفذت القتل الرحيم في الحيوانين بعدما أجرت لهما اختبار داء الكلب، مشيرة إلى أن شخصا تعرّض للعض من قبل السنجاب "بينَت". ودَعَت أي شخص كان احتك بالحيوانين إلى مراجعة طبيب.
لكنّ مارك لونغو أكد أن "المعركة مستمرة". وطلب عبر "إنستغرام" من محبي السنجاب "بينَت" مساعدته في جمع الأموال من أجل ما وصفه بـ"معارك قانونية" ومن أجل ملجأه.
وقال مارك لونغو (34 عاماً) إنّ شكاوى مجهولة عدّة حول بينوت جلبت ما لا يقل عن 6 ضباط من وكالة حماية البيئة إلى منزله بالقرب من حدود بنسلفانيا في مدينة باين الريفية.
وتابع "اقتحموا المنزل من دون مذكّرة تفتيش للعثور على سنجاب! عوملتُ كما لو أنني تاجر ممنوعات أو أسلحة".
غادر الضباط مع بينوت الذي جمع مئات آلاف المتابعين عبر إنستغرام وتيك توك وغيرهما من المنصات خلال سنواته السبع مع لونغو. كما أخذوا الراكون فريد، وهو أحدث إضافة للعائلة.
وقال متحدّث باسم وكالة حماية البيئة، في بيان نقلته أسوشييتد برس، إنّ تحقيقاً بدأ بعد تلقّيها "تقارير من الجمهور حول الإيواء غير الآمن المُحتمل للحيوانات البرّية التي يمكن أن تحمل داء الكلب والاحتفاظ غير القانوني بها بوصفها حيوانات أليفة".
لونغو، الذي يدير ملجأ للحيوانات مستوحىً من رفيقه السنجاب، يُطلق عليه "محمية بينوت فريدوم فارم للحيوانات"، لجأ إلى إنستغرام لمشاركة حزنه على خسارة بينوت.
وكتب لونغو "حسناً، لقد فزتم يا دعاة الإنترنت! أبعدتم أحد أروع الحيوانات عني بسبب أنانيتكم. وبالنسبة إلى الذين أبلغوا (وكالة حماية البيئة)، ثمة مكان خاص لكم في الجحيم".
وروى أنه شاهد والدة السنجاب تصدمها سيارة في نيويورك قبل 7 سنوات، مما أصاب الصغير باليُتم. أحضر لونغو بينوت إلى المنزل واعتنى به لـ8 أشهر قبل أن يحاول إطلاقه. ولكن، بعد ساعات، وجده جالساً على الشرفة، فاقداً نصف ذيله وعظامه بارزة من النحافة، فقرّر أنّ بينوت يفتقر إلى مهارات العيش في البرّية وسيبقى سنجاباً داخلياً.
لم يكن بينوت سنجاباً عادياً، وإنما كان يقفز على كتف لونغو، ويرتدي قبعة رعاة بقر مصغَّرة، ويأكل الفطيرة ويرتدي آذان أرنب من الكروشيه. على مرّ السنوات، انتشرت قصته على شاشة التلفزيون وصفحات الجرائد، بما فيها صحيفة "يو إس إيه توداي".
وكان لونغو، الذي يعمل مهندساً ميكانيكياً، يقيم في نورواك بولاية كونيتيكت، فقرّر الانتقال إلى شمال ولاية نيويورك العام الماضي لتأسيس المحمية التي تضم الآن نحو 300 حيوان، بما فيها الخيول والماعز.