صحيفة لومند: هروب فوضوي لأنصار الأسد في سوريا

أربيل (كوردستان24)- قالت صحيفة لومند الفرنسية في عددها الصادر اليوم السبت إن أفرادا من الأقليات الشيعية والعلوية، الذين جند منهم النظام السوري جنوده وميليشياته، باتوا يخشون من أن يصبحوا هدفاً لأعمال انتقامية من قبل الذين يتولون السلطة الآن في سوريا. 

ونقلت صحيفة لومند اوضاع النازحين على طول الطريق المؤدي إلى معبر المصنع الحدودي اللبناني، حيث كان أكثر من ألف سوري ينتظرون، منذ يوم الخميس 12 كانون الأول/ديسمبر، بعضهم منذ سقوط نظام بشار الأسد قبل أربعة أيام، أن يفتح لبنان حدوده لهم.

واوضحت يومية لومند ان أوامر صدرت لقرى نبل والزهراء والفوعة وكفريا الشيعية في محافظة إدلب، وبصرى الشام في منطقة درعا، وكذلك الأحياء العلوية في حمص وحلب، بالإخلاء عندما تراجع الجيش الموالي لنظام الاسد في مواجهة تقدم قوات المعارضة المسلحة. 

ونقلت صحيفة لومند عن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن أكثر من مليون شخص نزحوا في البلاد، غالبيتهم من النساء والأطفال.

وتابعت الصحيفة اليومية الفرنسية انه منذ أكثر من خمسين عاماً، عززت عشيرة الأسد، المنتمية إلى الطائفة العلوية، وهي فرع منشق عن المذهب الشيعي، سلطتها بالاعتماد على هذه الطائفة، وكذلك على الأقلية الشيعية في سوريا. وهذه الأخيرة هي اليوم الخاسر الأكبر من صعود هيئة تحرير الشام، التي تمثل عودة الأغلبية السنية في البلاد إلى السلطة.

وأسفرت المعارك بين الفصائل المعارضة والجيش السوري عن نزوح 280 ألف شخص منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر عند بدء الهجوم المباغت لهذه المجموعات في سوريا على ما أعلنت الأمم المتحدة الجمعة التي تخشى أن يرتفع هذا العدد إلى 1,5 مليون.

وقال سامر عبد الجابر مدير تنسيق الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي خلال مؤتمر صحافي في جنيف "الأرقام المتوافرة لدينا هي 280 ألف شخص منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر. هذا العدد حُدّث مساء أمس (الخميس). ولا يشمل الأشخاص الذين فروا من لبنان خلال التصعيد الأخير" في القتال بين حزب الله وإسرائيل.

حدثت عمليات نزوح جماعي منذ شنت فصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام هجومها المباغت قبل ما يزيد قليلا عن أسبوع.

وجاء الهجوم تزامنا مع التوصل إلى اتفاق هش لوقف إطلاق النار في لبنان المجاور بين إسرائيل وحزب الله الموالي لإيران والمتحالف مع الرئيس السوري بشار الأسد.

وتسببت الحرب في لبنان في نزوح مئات الآلاف من الأشخاص إلى سوريا.

وحذّر برنامج الأغذية العالمي من أن عمليات النزوح الجماعي الجديدة داخل سوريا، بعد مرور أكثر من 13 عاما على اندلاع الحرب الأهلية في البلاد، "تضاف إلى سنوات من المعاناة".

وأشار عبد الجابر إلى أن برنامج الأغذية العالمي وشركاءه في المجال الإنساني يريدون "تأمين طرق" تسمح بإيصال المساعدات "إلى المجتمعات التي تحتاج إليها".

وشدد على أن "هذه أزمة فوق أزمة"، مؤكدا على الحاجة الملحة إلى تمويل إضافي للمساعدة في تلبية الاحتياجات الهائلة المقبلة.

وقال المسؤول الأممي "إذا استمر الوضع في التطور بالوتيرة الحالية، فإننا نتوقع أن نحو 1,5 مليون شخص سوف ينزحون ويحتاجون إلى دعمنا" في سوريا.