تركيا تستبعد أي دورٍ لفرنسا في ملف الكورد بشمال شرقي سوريا
أربيل (كوردستان 24)- استبعد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أي دور للقوات الفرنسية في سوريا، معتبراً أن الولايات المتحدة هي المحاور الوحيد لبلاده، فيما تسعى واشنطن إلى ثني تركيا عن شنّ عملية عسكرية ضد المقاتلين الكورد.
واتهم فيدان باريس بتجاهل المخاوف الأمنية التركية، داعياً فرنسا إلى استعادة مواطنيها الجهاديين المسجونين في سوريا.
يأتي ذلك فيما تحاول باريس وواشنطن إقناع حليفتهما في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالعدول عن شنّ هجوم على قوات سوريا الديموقراطية التي يقودها الكورد والتي ساعدت في هزيمة تنظيم داعش عام 2019.
ويرى كثيرون في الغرب أن قوات سوريا الديموقراطية تشكل فاعلاً هاماً في منع عودة ظهور التنظيم الإرهابي.
لكن تركيا تعتبرها تهديداً أمنياً كبيراً بسبب زعمها بأنها "مرتبطة بحزب العمال الكوردستاني" الذي يخوض تمرداً مسلحاً ضد أنقرة منذ الثمانينيات.
عند سؤاله عن احتمال نشر قوات أميركية وفرنسية في شمال سوريا لتخفيف التوترات مع الكورد، استبعد فيدان أي دور لباريس.
وقال للصحفيين في اسطنبول الجمعة، "محاورنا الوحيد في هذه القضية هو أميركا"، وفق ما نقلته فرانس برس.
مضيفاً "بصراحة نحن لا نولي اعتبارا للدول التي تحاول أن تخدم مصالحها الخاصة في سوريا من خلال التلطي وراء قوة أميركا".
وتابع فيدان "لقد قلنا ذلك مرات عديدة: لا يمكننا أن نعيش في ظل مثل هذا التهديد. إما أن يتخذ طرف آخر هذه الخطوة أو سنتخذها نحن".
وشدد على أن تركيا تمتلك "القوة والقدرة وقبل كل شيء العزم على القضاء على كل التهديدات الوجودية من المصدر".
وكان وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أوضح عبر قناة "ال سي إي" الخاصة أنه اتصل بنظيره التركي "ليذكره بأن مصالح تركيا وفرنسا وأوروبا تكمن إلى حد بعيد في ضمان استقرار سوريا وسيادتها ووحدتها".
وتدير قوات سوريا الديموقراطية عشرات السجون والمخيمات في شمال شرقي سوريا، حيث يحتجز آلاف الجهاديين وعائلاتهم.
ومن بين المحتجزين عشرات المواطنين الفرنسيين إلى جانب متطرفين أجانب آخرين تشعر بلدانهم بقلق عميق إزاءهم وتتردد في إعادتهم.
وأكد بارو أن هؤلاء المقاتلين الفرنسيين "ينبغي إبقاؤهم حيث ارتكبوا جريمتهم، في ظل مراقبة الكورد".
واعتبر وزير الخارجية التركي أن فرنسا "لديها سياسة لا تقوم على إعادة السجناء من أعضاء التنظيم إلى بلدهم. لا يأبهون لأمننا".