الحناء اليمني.. زينة تراثية للمرأة ووسيلة للإبداع والجمال

أربيل (كوردستان24)- في رحلته من السهول والوديان، إلى الأسواق الشعبية، وصولاً إلى استخدامه كوسيلة لزينة وجمال المرأة؛ يعكس "الحناء" الارتباط العميق للإنسان اليمني بثقافته وعاداته وتقاليده المتوارثة منذ القدم. كوردستان24 في اليمن، رصدت جانبا من قصة "الحناء اليمني".
في السهول الخصبة لليمن، وتحت أشعة الشمس الدافئة، تنمو شجيرات الحناء، التي تستخرج منها بعض مساحيق التجميل، هنا في محافظة لحج جنوبي البلاد، يرعى المزارعون أشجار الحناء، ويجمعون أوراقها لتخضع للتجفيف، ثم تطحن قبل أن يتم تصديرها لمختلف الأسواق في البلاد.
والأسواق الشعبية تحديدا، يكثر فيها تواجد الحناء. فالقيمة التراثية لهذا النبات التجميلي، يجعل هذه الأسواق مكانا رئيسا لبيعه وتجارته.
تتعدد أنواع الحناء باختلاف مناطق زراعته، أشهرها وأكثرها جودة، هو الحناء الحضرمي، ثم يأتي بعده اللحجي والتهامي وغيره، يباع الحناء على هيئة نبات خام في بعض الحالات، لكن بيع المسحوق الناعم منه، هو الأغلب، و يمارس الباعة تجارة الحناء منذ سنوات طويلة، وبعضهم ورثوا المهنة عن آبائهم وأجدادهم.
وقال أحمد الشرماني وهو بائع الحناء لكوردستان24 "منذ فترة طويلة وأنا أبيع الحناء، لي في هذا المكان من عام ألفين وعشرة، وهناك من بدؤوا تجارته في السبيعنيات أو الثمانينيات تقريبا".
بعد شرائه من السوق، يتم تحضير الحناء بخلطه مع الماء أو بعض الزيوت العطرية. ويمكن استخدام عجينته إما في صبغ الشعر، أو النقش. والنقش هو ما كان هوايةً للشابة حنان في الصغر، وبعد احترافها له، أصبح فرصة عمل يمكن لها الاعتماد عليه كمصدر دخل أساسي للأسرة.
وقالت حنان فضل وهو ناقشة حناء لكوردستان24 "هذا النقش هو مصدر رزقي ورزق أسرتي. بعض الراغبات في النقش يأتين إلى منزلي، وبعض آخر أذهب أنا إليهن، خاصة في حفلات الزفاف".
في المناسبات والاحتفالات، يتسابق الأطفال على جلسات الحناء، ليحظوا بنقوش مميزة يتباهوا بها أمام أقرانهم. فالحناء بنظر الصغار، رمزٌ للفرحة والسرور، وهو بنظر الجميع انعكاس لجمال الهوية الثقافية اليمنية.