حرفة صناعة الخزف دعم للاسر ومحافظة على تراث الاجداد

أربيل (كوردستان24)- من سعف النخيل، تنسج أيادي النساء اليمنيات مستلزمات وأدوات منزلية تحمل روح البيئة اليمنية وتعكس خصوصيتها. في هذا التقرير، نتعرف على حرفة صناعة الخزف، وجانب من قصتها التي تمتد عبر الزمن، ودورها في دعم الأسر والحفاظ على تراث الأجداد.
من قلب الطبيعة، وبين أشجار النخيل الباسقة، تستخرج إحدى المواد الخام المستخدمة في أقدم وأعرق الصناعات اليدوية اليمنية. إنها سعف النخيل، وهي المادة الأساسية لما يعرف محليا بصناعة الخَزَف.
تمثل هذه الصناعة موردا اقتصاديا هاما لكثير من الأسر، فابتسام وصديقاتها يمارسن المهنة منذ سنوات، ومن سعف النخيل، يقمن بحياكة أدوات منزلية متعددة.
وقالت ابتسام محمد وهي حائكة خزف لكوردستان24 "أكثر من المهن تنجو من الجوع.. حين كنا نعمل ونرى حالة الناس متعبة، قمنا بتعليم نساء المنطقة هذه الخرفة، ومعظمهن الآن أصبحن يملكن مصدرا للدخل".
وفي الأسواق الشعبية، تجد هذه المنتجات اليدوية مكانها للعرض. المستلزمات المصنوعة من سعف النخيل متنوعة، فمنها حافظات الطعام، والمراوح اليدوية، ومختلف أنواع السلل، بالإضافة إلى الموائد التي تقدم عليها مأكولات الوجبات اليومية، والمعروفة شعبيا بـ"الحصيرة".
ورغم قدم هذه المصنوعات إلا أنها تحظى بتفضيل كثير من السكان، وهو ما يترجم من خلال استمرار الإقبال على شرائها، لمميزاتها وخصوصيتها في المجتمع اليمني.
وقال علوي محمد وهو متسوق لكوردستان24 "اشتريت هذه الحافظة المصنوعة من الخسف، لأنها صحية، وأفضل من الأكياس البلاستيكية في حفظ الطعام بعيدا عن الحشرات والأتربة، كما أن هذه المصنوعات من تراثنا، ويجب علينا تشجيع الحرفيين العاملين في صناعتها".
ارتباط اليمنيين بهذه الصناعات يتجاوز الجانب الاقتصادي ليشمل البعد الثقافي والبيئي. فهذه المصنوعات تحمل في طياتها رمزية الحفاظ على تقاليد الأجداد، كما أنها تعكس ارتباط اليمنيين بالطبيعة واستغلالهم لمواردها بما يلبي احتياجاتهم اليومية.