مكالمة "نارية" بين ترمب ورئيسة وزراء الدنمارك حول غرينلاند: الرئيس الأمريكي متمسك برغبته في الاستيلاء على الجزيرة

أربيل (كوردستان 24)- في مكالمة هاتفية مشحونة، أصر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على تصميمه للاستيلاء على غرينلاند، الأمر الذي أدى إلى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والدنمارك.

المكالمة التي استمرت 45 دقيقة بين ترمب ورئيسة وزراء الدنمارك ميت فريدريكسن، شهدت مواجهات حادة، حيث أكدت فريدريكسن أن غرينلاند، التي تعتبر جزءاً من مملكة الدنمارك، ليست للبيع.

وحسب مصادر أوروبية، كان ترمب عدوانياً في رده على رفض فريدريكسن، مشيراً إلى أن غرينلاند تشكل أهمية استراتيجية للأمن القومي الأمريكي، في ظل الاستثمارات الصينية والروسية في القطب الشمالي.

وأشار ترمب إلى أنه قد يفرض رسومًا جمركية على الدنمارك إذا استمرت في معارضتها.

على الرغم من عرض فريدريكسن التعاون في مجالات أخرى مثل القواعد العسكرية والتعدين، فإن ترمب كان مصراً على موقفه، مما دفع العديد من المسؤولين في الدنمارك إلى التعبير عن قلقهم حيال هذه التصعيدات.

غرينلاند، التي تتمتع بحكم ذاتي ويقطنها نحو 57 ألف شخص، تعد نقطة استراتيجية في القطب الشمالي، وهي غنية بالموارد الطبيعية.

وعلى الرغم من رغبة الدنمارك في الحفاظ على استقلالية الجزيرة، فإن اهتمام الولايات المتحدة بها يزداد، مما يزيد من التوترات في العلاقات بين البلدين.

برز اسم غرينلاند مؤخرًا في الأخبار، بعد محاولات الرئيس الأميركي دونالد ترامب شراء الجزيرة من الدنمارك، وهي خطوة قوبلت بالرفض من قبل الحكومة الدنماركية.

ومع تزايد الاهتمام الإعلامي بالجزيرة، تظهر العديد من المفارقات الغريبة التي تجعل من غرينلاند جزيرة فريدة من نوعها من الناحية السياسية والجغرافية والتاريخية والمناخية.

وغرينلاند، التي تعني "الأرض الخضراء" أو "أرض الناس" في لغتها الأصلية، ليست كما يوحي اسمها، إذ تغطي الجليد معظم مساحتها، مما يجعلها أقل كثافة سكانية في العالم.

ورغم تبعيتها سياسياً لمملكة الدنمارك، إلا أنها جغرافياً جزء من قارة أميركا الشمالية، إذ تفصلها عن كندا مسافة 16 كيلومترًا فقط.

وتعد غرينلاند أكبر جزيرة في العالم، حيث تبلغ مساحتها أكثر من مليوني متر مربع، لكن عدد سكانها لا يتجاوز 56 ألف نسمة تقريبًا. وبذلك هي أكبر من الدنمارك بـ 50 مرة، لكن الأخيرة تتفوق عليها في عدد السكان بمقدار 95 مرة.

شهدت الجزيرة في القرن الخامس عشر، كارثة أدت إلى وفاة جميع سكانها، وتعددت التفسيرات حول السبب، سواء كان نتيجة هجوم من الإسكيمو أو بسبب الظروف المناخية القاسية.

وخلال الحرب العالمية الثانية، كانت الولايات المتحدة مسؤولة عن الدفاع عن غرينلاند، ولاحقًا تم الاتفاق بين الأميركيين والدنماركيين على أن تكون مسؤولية الدفاع عن الجزيرة ضمن نطاق حلف الناتو.

وفي عام 1946، حاولت الولايات المتحدة شراء غرينلاند بمبلغ 100 مليون دولار، لكن الدنمارك رفضت العرض. 

وللولايات المتحدة وجود عسكري في غرينلاند، يتمثل في قاعدة ثول الجوية التي أُنشئت في عام 1943، كما أقامت أكبر محطة رادار في العالم في الجزيرة عام 1961.

ورغم تمتع غرينلاند بحكم ذاتي منذ 1979، فإنها تعتمد على الدنمارك في تمويل ثلثي ميزانيتها.

وتغطي الطبقة الجليدية في غرينلاند أكثر من 80% من مساحتها، وقد بدأت هذه الطبقة في الذوبان بمعدل أسرع من المعتاد منذ الثمانينيات، مما يزيد من المخاوف بشأن ارتفاع مستويات سطح البحر.

وغرينلاند غنية بالموارد الطبيعية مثل الفحم والزنك والنحاس، ولكن اقتصادها يعتمد بشكل أساسي على صيد الأسماك.

ورغم أن كرة القدم هي الرياضة الوطنية الأكثر شعبية، إلا أن غرينلاند ليست عضوًا في الاتحاد الدولي لكرة القدم بسبب الظروف المناخية التي تمنع تجهيز الملاعب.

وتتمتع الجزيرة بظواهر مناخية فريدة، حيث تشرق الشمس فيها لمدة 24 ساعة خلال الصيف، بينما تختفي تمامًا في فصل الشتاء.

وعلى الرغم من كونها جزءًا من الاتحاد الأوروبي سابقًا، إلا أن غرينلاند انسحبت منه في 1985 بعد رغبة سكانها في التحكم بشكل أفضل في اقتصادها.

وبهذه الخصائص الغريبة، تظل غرينلاند واحدة من أكثر الأماكن المثيرة للفضول في العالم.