البخور العدني.. تراث وعنصر أساسي داخل البيوت وفي المناسبات اليمنية

أربيل (كوردستان24)- يعد "البخور العَدَني" عنصرا أساسيا داخل البيوت وفي المناسبات اليمنية. فمن الطقوس الاجتماعية إلى الدينية، يظل هذا التراث الغني شاهدًا على حضارة متجذرة في تاريخ البلاد. خلال هذا التقرير، نسلط الضوء على أسرار صناعة البخور العدني، وكيف حافظ أهل مدينة عدن جنوبي اليمن، على استمرارية صناعته حتى اليوم.
لا تذكر مدينة عدن اليمنية، إلا ويذكر معها البخور، الذي اشتهرت بإنتاجه وتجارته منذ العصور القديمة. في مطبخ منزلها وسط مدينة عدن، لا تُحَضِّر أم علي وجبة للأكل، بل تصنع البخور كما اعتادت أن تفعل طوال سنوات. بخطوات متتابعة، تخلط الماء بالسكر ثم تضيف العود وأنواعا متنوعة من العطور، وحين يصبح متماسكا تشكله في قوالب مخصصة. إنتاج "أم علي" غير محصور على السوق المحلية، بل يتجاوز بخورها ذلك، ليجوب دولا أخرى من العالم.
وقالت ام علي العماري وهي صانعة بخور لكوردستان24 "أعمل منذ سنوات في صناعة البخور، وأبيع بكميات كبيرة للسعودية والإمارات وأمريكا. البيت العدني مشهور بالبخور، فهو مادة أساسية تجده في كل منزل داخل مدينة عدن".
للبخور ارتباط تاريخي بمدينة عدن، فقد كانت المدينة على مر العصور محطة رئيسية على طريق البخور في الحضارات القديمة، كما أن هذا المنتج ارتبط قديما بممارسات دينية وثقافية. وحديثا فقد تطورت هذه الصناعة بفعل توارث الخبرات المتراكمة، وأصبحت المدينة سوقا مفتوحا لشتى أصناف البخور، الذي أفردت له متاجر خاصة، يقصدها الزوار والراغبون بشرائه لاستخدامهم الشخصي أو تقديمه كهدايا.
وقال تاجر البخور العدني فارس محمد لكوردستان24 "البخور العدني يحتل المرتبة الأولى، لن تجده في أي مكان سوى في مدينة عدن. نحن كموردين ومنتجين للبخور، نحب هذا العمل ونبدع فيه، ليكون ذا جودة من خلاله مكوناته المتمثلة بالعود والعطور".
أصبح البخور العدني اليوم مصدرا مهما لدخل الأسر والتجار على حد سواء، كما بات رمزا للبيت العدني ورائحته الطيبة، ودلالة على كرم الضيافة. بخور عدن، رائحة تجوب العالم، وتعطر أجواءه بنكهة يمنية أصيلة.. إنه قصة تروى عن أرض اليمنِ حضارتِه وتاريخِه.
تقرير: أيمن قائد – كوردستان24