الجزء الثاني | داخل عالم الماساي: عادات وتقاليد قبيلة فريدة في قلب إفريقيا

أربيل (كوردستان 24)- استمتع فريق قناة كوردستان24 بتجربة استثنائية في زيارة قبيلة الماساي في كينيا وتنزانيا. القبيلة التي لا تزال تحافظ على تقاليدها القديمة في الحياة اليومية، مثل العيش بدون كهرباء أو تكنولوجيا حديثة، وتقديرهم الكبير للعائلة والضيافة. 

من العادات المدهشة مثل قتل الأسد أو الفهد لتصبح مؤهلاً للزواج، إلى الثقافة الفريدة التي تحكم حياتهم، كانت الزيارة فرصة للاكتشاف والاحترام لأسلوب حياة مختلف.

تعتبر قبيلة الماساي إحدى أكثر القبائل إثارة للاهتمام في شرق إفريقيا، وذلك بسبب عاداتها الفريدة التي ما زالت محفوظة حتى اليوم رغم التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم. في تقريرنا هذا، نسلط الضوء على حياة قبيلة الماساي في كينيا وتنزانيا، حيث يعيشون حياة بسيطة لكن غنية بالتقاليد، ويستمرون في الحفاظ على أسلوب حياتهم القائم على البساطة، العائلة، والضيافة.

قبيلة الماساي ترفض التكنولوجيا الحديثة وتعيش في ظروف بعيدة عن أي شكل من أشكال الحياة المعاصرة. قراهم التي لا تحتوي على كهرباء أو إنترنت، تؤكد أن أفراد القبيلة متمسكون بعادات أجدادهم، ويفضلون العيش دون وسائل الراحة الحديثة. حتى أن استخدام الهواتف المحمولة يعد غير مقبول بالنسبة لهم.

تعتبر طقوس الزواج في قبيلة الماساي محورية في حياتهم. ففي سن العشرين إلى الخامسة والعشرين، يُسمح للشاب بالزواج بشرط أن يكون قد أظهر قوته وشجاعته بقتل أسد أو فهد، حيث يُعتبر هذا الفعل دليلاً على بلوغه مرحلة الرجولة وقوة التحمل. كما يتبع الرجال في القبيلة عادة تعدد الزوجات، حيث يُسمح لهم بالزواج من أكثر من امرأة، بما في ذلك الشخصيات الاجتماعية البارزة الذين قد يتزوجون حتى 70 امرأة.

تُعتبر الضيافة من المبادئ الأساسية في ثقافة الماساي. فقد تم استقبال فريق قناة كوردستان24 بأكبر درجات الاحترام والكرم. على الرغم من أن هذه العادة تراجعت مع مرور الوقت، إلا أن بعض كبار أفراد القبيلة ما زالوا يقدمون إحدى زوجاتهم للضيف كنوع من التكريم والاحترام.

النساء في هذه القبيلة يتحملن أعباء الحياة اليومية بشكل كبير. في الصباح، يبدأ يومهن بجمع الأخشاب لإشعال النار، ثم يتوجهن إلى الحظائر لحلب الأبقار وجلب الحليب، قبل أن يعودن لرعاية الأغنام والماعز. كما أن للنساء تقاليد خاصة في التجميل، مثل ثقب الأذنين بشكل كبير ووضع أحجار كبيرة فيها، وهو ما يُعتبر سمة من سمات الجمال عندهن.

تعيش أسر الماساي في منازل بسيطة مبنية من الطين والخشب، دون توفر الكثير من وسائل الراحة. ولكن على الرغم من هذه الظروف، تظل الحياة هناك مليئة بالأنشطة اليومية التي تستند إلى العمل الجماعي، خاصة في ما يتعلق ببناء المنازل والاهتمام بالحيوانات.

على الرغم من تمسكهم بتقاليدهم، إلا أن الماساي بدأوا يشهدون تغيرات تدريجية في المجتمع، ومنها توافر التعليم. مدارس جديدة تم افتتاحها في المنطقة بفضل جهود الحكومة التنزانية، التي تسعى إلى إدخال التعليم للأطفال في المناطق الريفية. في إحدى المدارس التي زارها الفريق، تعلم الأطفال اللغة السواحلية والإنكليزية.

كانت زيارة قبيلة الماساي تجربة غنية بالمعلومات والاكتشافات حول حياة قبيلة ترفض الاستسلام للحداثة وتتمسك بتقاليدها العريقة. وعلى الرغم من الصعوبات التي يواجهونها، إلا أن لديهم قدرة كبيرة على التكيف والعيش بسلام مع بيئتهم. تبقى تجربة قبيلة الماساي في كينيا وتنزانيا تجربة فريدة لمن يبحث عن تفاعل حقيقي مع ثقافات أخرى بعيدة عن الأنماط العصرية.

 

ترجمة: أحمد عبد الرزاق 

 
 
 
 
Fly Erbil Advertisment