تغيير المناهج الدراسية لتعزيز اندماج طلاب اللاجئين في كوردستان

أربيل (كوردستان 24)- مع انطلاق العام الدراسي الجديد، يخطو طلاب اللاجئين في إقليم كوردستان خطوة جديدة في مسيرتهم التعليمية، وسط تغييرات جوهرية تهدف إلى تعزيز اندماجهم في المجتمع المحلي.
ففي مدارس المخيمات، التي تحظى بدعم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) والمجلس النرويجي للاجئين (NRC)، جرى اعتماد اللغة الكردية كلغة رئيسية للتدريس بدلاً من العربية.
المعلمة سوزان حمو أوضحت قائلة لكوردستان24: "كان الطلاب يدرسون سابقاً باللغة العربية، واليوم يتعلمون بالكردية. هذه الدورات ضرورية جداً، خصوصاً أن الكثير من الأسر تعاني من ظروف مادية صعبة تمنعها من إرسال أبنائها إلى دروس تقوية خاصة. هذا البرنامج لا يخدم الطلبة فحسب، بل يشمل أولياء الأمور أيضاً الذين يحتاجون إلى تعلم اللغة للتواصل".
وتؤكد المعلمة جيمن صالح نجاح هذه الخطوة في تعزيز التعايش: "الطلاب اندمجوا بشكل كامل. لدينا طلاب من مناطق مختلفة يدرسون جنباً إلى جنب مع طلاب من كوردستان، يتشاركون الأنشطة والألعاب، وعلاقاتهم جيدة جداً الحمد لله".
من جهتها، أوضحت ليلى كارلايل، مسؤولة في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أن هذه البرامج التعليمية تُنفذ في عموم محافظات الإقليم – أربيل، دهوك، والسليمانية – بالتنسيق مع وزارة التربية.
وأضافت: "الهدف هو دمج الطلاب اللاجئين في النظام التعليمي الوطني تحت إشراف وزارة التربية. حالياً يغطي البرنامج الصفوف حتى السادس الابتدائي، وسيتوسع هذا العام ليشمل الصف السابع".
وبحسب وزارة التربية في حكومة إقليم كوردستان، فقد تم اعتماد اللغة الكوردية في التدريس داخل مدارس اللاجئين منذ العام الدراسي 2021 – 2022. ويبلغ عدد الطلبة اللاجئين في الإقليم حالياً نحو 50 ألف طالب، معظمهم من السوريين البالغ عددهم نحو 275 ألف لاجئ، فيما التحق هذا العام وحده حوالي 5 آلاف طالب جديد بدورات تعلم اللغة الكوردية.
هذا التغيير يُعد خطوة مهمة نحو ترسيخ ثقافة الاندماج والتعايش، وضمان حصول أبناء اللاجئين على فرص متكافئة في التعليم، بما يفتح أمامهم آفاقاً أوسع لمستقبل أفضل.
تقرير: هفرست رجب – كوردستان24 – أربيل