تصاعد عمليات الطرد السكني في ستوكهولم يهدد العائلات بالتشرد

أربيل (كوردستان 24)- كشفت إحصائيات هيئة تحصيل الديون السويدية (Kronofogden) عن ارتفاع عمليات الطرد السكني في ستوكهولم بنسبة تفوق 10% خلال العام الماضي، ما دفع منظمات الإسكان والخدمات الاجتماعية إلى المطالبة بتعديلات قانونية لحماية الأسر، خصوصًا الأطفال المتضررين.

دعوات لحماية الأسر من فقدان مساكنها

أكدت ماري ليندر، رئيسة اتحاد المستأجرين (Hyresgästföreningen)، على ضرورة احترام اتفاقية حقوق الطفل، داعية إلى اتخاذ تدابير وقائية أكثر صرامة للحد من فقدان العائلات لمساكنها.

ووفقًا للبيانات الرسمية، تم تنفيذ 638 عملية طرد سكني في مقاطعة ستوكهولم خلال عام 2023، مقارنة بـ573 حالة في 2022، و511 حالة في 2021، ما يعكس اتجاهًا تصاعديًا مقلقًا. وتعود هذه الزيادة إلى الأزمة الاقتصادية وتراكم الديون، حيث أشار دافور فوليتا، المتحدث الاقتصادي باسم هيئة الإنفاذ القانوني، إلى أن "الظروف الاقتصادية الصعبة أدت إلى ارتفاع مستويات الديون، وبالتالي تزايدت حالات الطرد السكني".

الأطفال في قلب الأزمة

بلغ عدد الأطفال المتضررين من عمليات الطرد السكني 711 طفلًا، بزيادة 5% عن العام السابق، وهو ما يشمل الأطفال الذين يعيشون مع ذويهم أو يتنقلون بين منازل الوالدين. ورغم تسجيل انخفاض طفيف في عدد الأطفال المطرودين من مساكنهم الدائمة، إلا أن التحديات ما زالت قائمة.

وكانت الحكومة السويدية قد أطلقت في عام 2007 رؤية "صفر طرد سكني للأطفال"، إلا أن الإحصاءات تكشف عن تعرض نحو 9,000 طفل للطرد منذ ذلك الحين. ومن المقرر أن تدخل قوانين جديدة للخدمات الاجتماعية حيز التنفيذ هذا العام، تلزم السلطات المحلية باتخاذ تدابير وقائية للحد من هذه الظاهرة، لكن منظمات الإسكان ترى أن هذه الإجراءات غير كافية، مطالبة بجعلها إلزامية بدلًا من طوعية.

انحياز قانوني لصالح الملاك

تشير دراسة أجراها اتحاد المستأجرين إلى أن معظم القضايا المتعلقة بطرد الأسر التي تضم أطفالًا تنتهي بالحكم لصالح الملاك العقاريين، ما يثير تساؤلات حول مدى التزام السويد باتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل.

وفي هذا السياق، تساءلت ليندر عن سبب هذا التحيز، مؤكدةً أن تنفيذ اتفاقية حقوق الطفل يجب أن يكون أكثر جدية. ومع استمرار ارتفاع معدلات الطرد السكني وتزايد تأثيرها السلبي على العائلات، يبقى السؤال: هل ستتخذ الحكومة إجراءات أكثر صرامة لحماية الأسر من خطر التشرد؟