الدغيم: مؤتمر الحوار الوطني سيضمن تمثيل الكورد باعتبارهم جزءاً أصيلاً من المجتمع السوري

أربيل (كوردستان 24)- في مقابلة حصرية مع كوردستان24، كشف المتحدث باسم اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري، حسن الدغيم، عن أهداف المؤتمر وأهمية تمثيل الكورد في محاوره.
الدغيم أكد أن المؤتمر، الذي يهدف إلى تحقيق الوفاق الوطني، السلم الأهلي، والعدالة الانتقالية، يفتح أبوابه لجميع السوريين دون تقسيمات عرقية أو طائفية، مشيراً إلى أن الكورد سيكونون جزءاً أساسياً من هذا الحوار.
وفيما يلي نص اللقاء:
كوردستان24: بدايةً، هل يمكنكم إطلاعنا على أعضاء اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري؟
حسن الدغيم: تتألف اللجنة التحضيرية من سبعة أعضاء، هم: الدكتور ماهر علوش، الدكتور مصطفى يوسف، الدكتور يوسف الهجر، الدكتورة هند قبوات، الدكتورة هدى الأتاسي، بالإضافة إلى حسن الدغيم.
كوردستان24: ما الأهداف التي يسعى مؤتمر الحوار الوطني السوري إلى تحقيقها؟
حسن الدغيم: يهدف المؤتمر إلى إحياء ثقافة الحوار التي حُرم منها السوريون منذ عام 1950، حيث يُعدّ عقد هذا الحوار حلماً طال انتظاره، وهدفاً من أهداف الثورة السورية لتمكين السوريين من مناقشة قضاياهم الوطنية. المؤتمر أشبه بعرس وطني، وسيبحث في قضايا جوهرية تهم جميع السوريين، أبرزها: الوفاق الوطني، السلم الأهلي، العدالة الانتقالية، البناء الدستوري، مستقبل سوريا، وحدة أراضيها وشعبها، إلى جانب سيادة الدولة واستقلالها ورفاهية المواطنين.
كوردستان24: كيف سيتم اختيار المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني السوري؟ وهل سيمثلون جميع أطياف المجتمع السوري؟
حسن الدغيم: لا شك أن كل سوري قدّم تضحيات كبيرة يستحق أن يكون جزءاً من الحوار الوطني، لكن من الناحية العملية لا يمكن جمع الجميع في مكان واحد. لذلك، ستعمل اللجنة التحضيرية على اختيار المشاركين وفق معايير تعتمد على الصدقية، النزاهة، الحيادية، التأثير، المعرفة، الخبرة، والكفاءة. كما ستسعى اللجنة إلى تمثيل التنوع العرقي والديني والثقافي في سوريا لضمان شمولية الحوار وعدالته.
كوردستان24: هل يحظى مؤتمر الحوار الوطني السوري بدعم دولي؟ وكيف يمكن للمجتمع الدولي المساهمة في تحقيق أهدافه؟
حسن الدغيم: المجتمع الدولي مدعو للمشاركة في المؤتمر، لكن دوره يقتصر على دعم الإدارة الجديدة والمرحلة الانتقالية بشكل عام. أما فيما يتعلق بالحوار الوطني، فنحن لجنة وطنية مستقلة نضع نظامنا الداخلي، ننتخب رئيسنا، وننفذ برامجنا وندير شؤون السوريين بشكل مستقل عن أي جهة خارجية.
كوردستان24: ما هو موقف مؤتمر الحوار الوطني السوري من العدالة الانتقالية؟ وكيف سيتم محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري؟
حسن الدغيم: بعد 14 عاماً من المأساة التي عاشها السوريون، لا يمكن تجاهل الجرائم المروعة التي ارتُكبت، ولا يحق لأحد العفو عن مرتكبيها. العدالة الانتقالية ستكون المسار الذي يضمن محاسبة كل من أجرم بحق السوريين، سواء كان ظالماً أو مظلوماً. ورغم أن أجندة المؤتمر ستبقى مفتوحة للنقاش العام، فإن العدالة الانتقالية ستتصدر محاور الحوار بين السوريين.
كوردستان24: هل يضمن مؤتمر الحوار الوطني تمثيل المكون الكوردي بشكل عادل ومنصف؟
حسن الدغيم: المؤتمر يفتح أبوابه لكل من هو سوري ووطني، سواء كان كوردياً، تركمانياً، عربياً، مسلماً، مسيحياً، علوياً، سنياً أو شيعياً، شريطة أن يمتلك القدرة على التأثير في مجتمعه والمساهمة في تحقيق مصالح السوريين. ورغم أن المؤتمر لا يستند إلى أي تقسيمات طائفية أو عرقية، إلا أنه سيحرص على أن يعكس التنوع الغني للمجتمع السوري، بما في ذلك ضمان تمثيل الكورد باعتبارهم جزءاً أصيلاً من تاريخ وحاضر ومستقبل سوريا.
كوردستان24: هل ستشارك الإدارة الذاتية في مؤتمر الحوار الوطني السوري؟
حسن الدغيم: الوصول إلى أهلنا في الرقة، دير الزور، والحسكة لا يرتبط بسلطات الأمر الواقع هناك. لقد تواصلنا مع النخب المجتمعية، من تكنوقراط، مفكرين، أدباء وشعراء. مؤتمر الحوار الوطني هو حوار مجتمعي بحت، وليس حواراً أو تفاوضاً عسكرياً، وبالتالي لا علاقة له بأي تنظيمات عسكرية، بغض النظر عن المواقف السياسية منها. كما أن هناك العديد من الفصائل التي تم حلها خلال مؤتمر النصر، وتسعى الدولة حالياً إلى إدماجها في مؤسساتها، استكمالاً لدورها النضالي.
كوردستان24: ما هي التحديات الرئيسية التي تواجه اللجنة في تنظيم مؤتمر الحوار الوطني السوري؟ وكيف تخططون لتجاوزها؟
حسن الدغيم: التحديات كثيرة وكبيرة، لكن هناك أيضاً محفزات وميسرات تساعد في تخطيها. من أبرز هذه المحفزات حالة الوفاق الوطني العارم التي لم تشهد لها البلاد مثيلاً منذ تأسيس الدولة السورية. هذه الحالة يمكن ملاحظتها في وسائل التواصل الاجتماعي، الشوارع، وحتى في الأفراح، إضافة إلى عودة السوريين المهجرين من أوروبا وأمريكا. خلال الشهرين الماضيين، شاهدت هنا في دمشق عودة عدد كبير من السوريين إلى البلاد، بعضهم كان قد تم استبعاده لعقود. الكورد، المسيحيون، والمسلمون جميعهم كانوا مهمشين، والوفاق الوطني العام يُعدّ من أكبر العوامل التي ستمكننا من تجاوز هذه التحديات.
كوردستان24: ما هي خططكم لتعزيز السلم الأهلي وتحقيق التفاهم بين مختلف الأطياف السورية؟
حسن الدغيم: السلم الأهلي والوفاق الوطني هما ضرورة حتمية، ويبدأ تحقيقهما من خلال حوار وطني شامل، يليه تنفيذ العدالة الانتقالية. بعد ذلك، تأتي مسؤولية الدول في رفع العقوبات عن الشعب والدولة السورية، الأمر الذي سيمكن الحكومة السورية من تنفيذ برامج الخدمات وتعويض الموظفين. هذه الخطوات ستساهم بشكل كبير في إعادة الإعمار وتعزيز الوفاق الوطني والسلم الأهلي.
كوردستان24: كيف سيتم ضمان شفافية ونزاهة الحوار الوطني داخل المؤتمر؟
حسن الدغيم: لا يوجد ما يدعو للريبة أو التخوف. اللجنة مُعلنة وستقوم بزيارة المحافظات لإجراء المناقشات، حيث ستلتقي بالنخب الأكاديمية، رجال الأعمال، المفكرين، والمُؤثرين، وكل ذلك سيتم علنياً وفي وضح النهار. لا شيء سيكون مخفياً أو مستتراً، وكل النقاشات ستكون مفتوحة أمام الرأي العام.
كوردستان24: كيف يتعامل مؤتمر الحوار الوطني مع القضايا المتعلقة بحقوق الكورد الثقافية والسياسية؟
حسن الدغيم: لا يوجد امتياز أو اختصاص عرقي لأي طرف في المؤتمر. نحن ننظر إلى تجارب دول مثل لبنان والعراق، حيث عانوا من ويلات الطائفية والمحاصصات العرقية والدينية. لذلك، لا يمكن أن نرتكز على أي أساس طائفي أو عرقي، ما دام الشخص سورياً ومحباً لوطنه ويتطلع إلى مستقبل مشترك لكل السوريين. فالعربي يمثل الكوردي والكوردي يمثل العربي، والمسيحي يمثل المسلم والمسلم يمثل المسيحي. لو اعتمدنا التصنيفات العرقية والدينية، لن تنتهي الهوية الوطنية، فحتى داخل المكون الكوردي نجد الكورد المسلمين والمسيحيين والإيزيديين. لذلك، لا مكان للمحاصصة الطائفية أو العرقية في سوريا. ما سيقرره السوريون في مؤتمرهم الوطني، والذي سيضمن تمثيلاً واسعاً للكورد، هو ما يجب أن يكون.
كوردستان24: ما هي الخطط لتشجيع الحوار والتفاهم بين الكورد وباقي المكونات السورية؟
حسن الدغيم: لقد فتحنا باب التواصل مع الجميع، وغداً ستكون أول زيارة لنا إلى محافظة حمص، تليها زيارات لمناطق أخرى. بدأنا بالفعل في لقاء النخب الأكاديمية وتلقينا أوراق العمل والتوصيات والنصائح. الحوار ليس أمراً جديداً، بل بدأ منذ بداية التحرير عندما بدأ السوريون في التلاقي. مع مرور الوقت، بدأت الأوراق تصل، وجرى تحليلها ودمجها في مصنفات لعرضها في مؤتمر الحوار الوطني. هذا المؤتمر ليس بدايةً، بل هو تتويج لحالة الوفاق الوطني القائمة الآن.
كوردستان24: هناك معلومات تشير إلى أنكم عقدتم اجتماعات مع بعض الأطراف الكوردية والمجلس الوطني الكوردي. هل يمكنكم توضيح ذلك؟
حسن الدغيم: لا توجد اجتماعات على أساس كياني أو كنتوني أو حزبي أو عسكري. الاجتماعات التي تمّت كانت مع التكنوقراط والخبراء والمفكرين وأصحاب الرأي، بما في ذلك الشعراء والفنانين.
كوردستان24: هل هناك تعاون بين المكون الكوردي وبقية الأطياف المشاركة في المؤتمر؟
حسن الدغيم: نعم، هناك تواصل مستمر مع الإخوة الكورد، حيث نلتقي يومياً مع مثقفيهم وأكاديمييهم وخبرائهم. لكن إذا كان المقصود بالتعاون هو مع تنظيم قسد، فالوضع مختلف. نحن نعتبر قسد تنظيماً عسكرياً، وهو يتولى مناقشة شؤونه السياسية مع الرئاسة، بينما يتركز عملنا في الحوار الوطني مع النخب المجتمعية.
تحرير: أحمد حاجي