تخبط حكومي وخسائر متصاعدة.. أزمة الحمى القلاعية تهدد الثروة الحيوانية في العراق

أربيل (كوردستان24)- يشهد العراق انتشارًا جديدًا لمرض الحمى القلاعية بين الثروة الحيوانية، ما أدى إلى تسجيل آلاف الإصابات في مختلف المحافظات. ويعد هذا المرض الفيروسي من أخطر الأمراض التي تصيب الحيوانات ذات الحوافر، مثل الأبقار والجاموس، حيث يسبب تقرحات في الفم والأقدام تؤدي إلى ضعف الإنتاجية وانتشار العدوى بسرعة بين القطيع.

أعلن وزير الزراعة العراقي، عباس جبر العلياوي، أن عدد الإصابات المسجلة بالحمى القلاعية  لغاية الان محدود، مؤكدًا أن انتقال المرض إلى الإنسان مجرد إشاعة لا أساس لها من الصحة. وأوضح أن المرض متوطن في العراق منذ عقود، إلا أن الوزارة تتخذ كافة الإجراءات اللازمة للحد من انتشاره.

وسُجلت أولى الإصابات في محافظة بابل، التي تعد البؤرة الأولى للمرض، قبل أن ينتقل إلى محافظات أخرى مثل بغداد، البصرة، نينوى، وواسط. وتتركز الإصابات بين صغار الجاموس والأبقار، حيث بلغت نسبة الوفيات 5%، وفقًا لوزارة الزراعة.

 

الإجراءات الحكومية للسيطرة على المرض

فرضت الحكومة المحلية في بغداد حظرًا على حركة الحيوانات داخل العاصمة حتى إشعار آخر.

أعلنت محافظة واسط منع دخول المواشي عبر السيطرات الخارجية.

قررت محافظة بابل إغلاق المنافذ الرئيسية والفرعية لمدة 30 يومًا لمنع انتشار المرض.

أوقفت محافظة نينوى حركة المواشي في المناطق الغربية، خاصة في بلدة بادوش.

اتخذ مجلس محافظة ذي قار إجراءات مشددة لمنع دخول الحيوانات المصابة من المحافظات المجاورة.

 

حملات التعقيم والتطهير

في محافظة بابل، أطلقت السلطات حملة تعقيم واسعة في القرى المصابة، شملت تعقيم الشوارع والمواشي وإقامة نقاط تعقيم عند مداخل المناطق.

في بغداد، وجهت الحكومة المحلية أمانة العاصمة برفع ودفن الحيوانات النافقة بطريقة أصولية بعيدًا عن مصادر المياه والمناطق السكنية.

في البصرة، نفذت فرق بيطرية حملات للتحري عن الإصابات وتعقيم الحظائر.

 

متابعة ورصد الإصابات

استنفرت وزارة الزراعة فرقها البيطرية لعلاج الحيوانات المصابة وتوفير الأدوية والمضادات الحيوية اللازمة.

شكلت الوزارة فريقًا خاصًا برئاسة الوكيل الفني لمتابعة انتشار المرض عن كثب.

أكدت وزارة الصحة عدم تسجيل أي إصابة بشرية، داعية المواطنين إلى عدم القلق.

 

التخلص من الحيوانات النافقة

وجهت وزارة الزراعة بضرورة التخلص السليم من جثث الحيوانات النافقة لتجنب انتشار الأوبئة.

تعمل الفرق المختصة على دفن الجثث وفق إرشادات بيئية صارمة بعيدًا عن الأنهار والمبازل.

 

عدد الحيوانات النافقة

بحسب وزارة الزراعة، فإن نسبة الوفيات بين الماشية المصابة تبلغ حوالي 5%، ومع ذلك، فإن هناك مخاوف من زيادة أعداد النفوق في حال عدم السيطرة على المرض بشكل كامل.

أكد وزير الزراعة أن الوضع تحت السيطرة، مشيرًا إلى أن الإجراءات المتخذة حتى الآن أسهمت في الحد من تفشي المرض مقارنة بالسنوات السابقة. ودعا المواطنين إلى عدم الانجرار وراء الشائعات، مشددًا على أن المرض لا ينتقل عبر استهلاك اللحوم أو الحليب.

رغم أن الحمى القلاعية ليست مرضًا جديدًا في العراق، إلا أن تفشيه الحالي يشكل تحديًا كبيرًا للقطاع الزراعي. 

وتبذل الحكومة جهودًا كبيرة للسيطرة على المرض من خلال حظر تنقل المواشي، حملات التعقيم، ورصد الإصابات. ومع استمرار هذه الإجراءات، من المتوقع أن يتم احتواء المرض تدريجيًا خلال الفترة المقبلة، مع ضرورة تعاون المربين والجهات المختصة لمنع انتشاره بشكل أكبر.

الا أن هذه الأزمة وبحسب مراقبين تكشف عن غياب البنية التحتية اللازمة للتعامل مع الأوبئة الحيوانية، وضعف منظومة الرقابة البيطرية في العراق. 

كما يثير تضارب التصريحات الرسمية حول حجم الأزمة مخاوف من تفاقم الوضع في الأيام القادمة، خاصة مع عدم وجود حلول جذرية في الأفق.

ويواجه صغار المربين صعوبات كبيرة في ظل غياب الدعم الحكومي الكافي، مما قد يدفع الكثيرين منهم إلى ترك هذا النشاط، الأمر الذي يهدد مستقبل الثروة الحيوانية في العراق.