"نعال المطاط"... ملف فساد يكشف خفايا الاستيراد في العراق

أربيل (كوردستان 24)- في واحد من أغرب ملفات الفساد في العراق خلال العام الماضي، كشفت بيانات رسمية عن استيراد ما قيمته 228 مليون و700 ألف دولار من النعال المطاطية من الصين وحدها، ما يعادل 37 مليون و400 ألف زوج من النعال، تم تسجيل سعر كل زوج منها بحوالي 11 ألف دينار في المنافذ الحدودية، ما أثار تساؤلات حول وجود عمليات تلاعب وغسيل أموال تحت غطاء الاستيراد.
الخبير الاقتصادي أحمد أنصاري صرّح لـ"كوردستان24" قائلاً: لو كان لدينا مصانعنا الخاصة، لكنّا استعدنا ثلاثة أضعاف قيمة البضائع التي نستوردها، لكن تفكيرهم منصب على غسيل الأموال. لقد احتكروا باب الاستيراد للحصول على الدولار المدعوم الذي يقدمه البنك المركزي للمستوردين، والفرق لكل 100 دولار هو 20 ألف دينار".
منذ سنوات، توقفت جميع مصانع إنتاج النعال والأحذية عن العمل، شأنها شأن العديد من المصانع العراقية الأخرى. ويكشف معتز سليمان، أحد تجار سوق الجملة في الشورجة ببغداد، عن ضغوط تمارسها جهات مرتبطة بالأحزاب والحكومة لمنع الإنتاج المحلي، ويضيف لكوردستان24: لا يمنحون الكهرباء والتراخيص للمصانع، لمنع الإنتاج المحلي. اليد العاملة مكلفة لأنه لا يوجد قانون للعمل. هناك مجموعة من الأشخاص لا نجرؤ على ذكر أسمائهم، يقفون وراء الحكومة ويضعون كل العراقيل فقط لكي نعتمد على الاستيراد".
أثارت هذه القضية شبهات فساد دفعت لجنة المالية في البرلمان العراقي إلى فتح تحقيق في إيرادات الاستيراد.
ويشير مراقبون إلى أن حجم الاستيراد السنوي في العراق يبلغ حوالي 60 مليار دولار، في حين لا تتجاوز إيرادات الضرائب من المنافذ الحدودية 6 تريليونات دينار، ما يعكس وجود فجوة كبيرة تستدعي المزيد من التدقيق والمساءلة.
تقرير مراسل كوردستان24 في بغداد شيفان جباري